الخميس، 13 ديسمبر 2012

الشهر التانى



أنا دلوقتى فى منتصف الشهر التانى، أهم اللى حصل فى النصف ده هو انضمام بنتين تانيين هالة وعلا مدرسات عربى ومجموعة تانية من البنات ما ارتحناش ليهم وهما كمان ما ارتاحوش لينا، وبكده بقينا فريق مكون من ست بناتومجموعة دخيلة من 3 بنات وبقية الموظفين، وبدأت أمارس أنشطتى وأنفذ خطة الشغل بتاعتى، اجبرت الوكيل على أنه يعمل لى اجتماع مع المدرسين شرحت لهم شغل الريادة وطلبت منهم يختاروا عضوين عنهم لمجلس الأباء زى الائحة ما بتقول، واتقلب الاجتماع وكان فاشل فشل ذريع، لأن الوكيل اللى خدنى على قد عقلى وعمل لى الاجتماع، كان مختار الرواد بالفعل ودى شغلة الناظر، وكان مفهمهم إنى هأنفذ الانتخابات ومختار لى العضوين اللى هيكونوا فى مجلس الآباء واللى واحد منهم فض الاجتماع وطلب من المدرسين يطلعوا على حصصهم ويسيبهم من الحكى والرغى الفاضى ده.
طبعاً المسألة دى قهرتنى، ومش عاوزة أقولكم رجعت وعيطت فى بيتنا قد إيه، المهم أن شلتى بقيادة رضوة البت الجدعة اللى بجد ساعدتنى وكانت بتبسط المسائل جداً عملوا فريق لإنقاذى وتنفيذ ما فى دماغى وانجاحى ضد مخططات الطرف الآخر والطرف الآخر دول كانوا معظم العاملين فى المدرسة وقعدتهم معاياى وبدأت أشرح لهم وبالفعل وزعنا نفسنا واستعنا بشابين رضضوة قدرت تستقطبهم لمساعدتنا وخلصنا الانتخابات وبدأت أول نجاحاتى، وفرحتى بنجاحى فى التحدى وفرحة البنات زمايلى وفرحة الطالبات كانت كبيرة، وده اللى خلانى أدخل على الخطوة التانية خليت فريق المنقذين من صحباتى يشكلوا معظم الرواد وبكده ضمنت أن معظم السجلات الخاصة بالريادة هتتعمل، وبدأت طالبات المدرسة يتوافدوا عليا وبدأت أكون مجموعات نشاط، كنت كل يوم بأجتمع بالطالبات عشان أفهمهم المبادىء والهداف والجماعة عاوزة وهنعمل فيها إيه، واكتشفت أن البنات بيجوا اجتماعاتى بس عششان يسمعوا ومش بيفهمونى ولا قادرة أوصل لهم المعلومة، ولجئت لحيلة تانية إنى أجمع البنات الذكية المتجاوبة من كل مجموعة وأركز عليهم وأكلفهم باستقطاب مجموعات تانية وتوصيل المعلومات ليهم وده نجح لسببين الأول أن البنات بدأت تغير من بعضها وده خلاهم يحاولوا يعملوا أى حاجة عشان أقربهم منى وأشغلهم معاياى فى النشاط، والسبب التانى أن الطالبات كانت فاهمة طبيعة وثقافة ولغة بعض وده اللى خلاهم يقدروا يوصلوا المعلومة بشكل أنجح منى.
وبكده قدرت أوفر جزء من طاقتى لعمل الحاجات التانية اللى كانت متراكمة فوق دماغى، وبعت دعوات لمجلس الآباء وحفزت البنات عشان يجيبوا آبائهم، وفى النهاية الحصيلة كانت غير مجدية ومع ذلك قلت كل بنود الاجتماع على ال3 اللى حضروا وكملت الاجتماع وكأن النسبة القانونية حاضرة، وكنت عارفة أن فيه تحديات الغريبة أن التحديات دى شغلتنى وغرقت فيه لدرجة أنى نسيت حزنى على نفسى ونسيت كل حاجة عن القرف من الوظيفة والمكان والناس، وكنت كل اللى عاوزة أعمله أن انجح فى مقابل الناس اللى كانوا بيعارضوا أفكارى وشايفين أن وظيفتى هايفة، وبدأت أتبنى أهداف وظيفتى وأنف لوائحها وكأنى كنت بأحلم طول عمرى إنى أكون أخصائية، الحقيقة ده حصل لسببين الأول أن شخصيتى فى مقوماتها الأساسية تحمل عنصر التحدى وده اتولد بسبب معارضة الآخرين لى واستغرابهم بل واستهجانهم للبسى وشخصيتى ورغبتى فى أنى أنفذ اللى فى دماغى وانى حنبلية من وجهة نظرهم وشايفة نفسى، السبب التانى أنى لما شفت فرحة الطالبات بالانتخابات ولمتهم حواليا فى النشاط حسيت أنى ممكن أساعدهم من خلال وظيفتى وأن جزء من حلمى أنى أكون باحثة عالمية أنى أخلى مجال البحث الاجتماعى مش مجال تنظيرى ولا مجال لبحث المشاكل وكتابتها وبس لكن كما لتطبيق وتنفيذ حلول واقعية، مادام المشاكل من أرض الواقع يبقى الحل يجى كمان من أرض الواقع.
وبدأت شعبيتى تزيد جوه المدرسة وبين البنات، وبدأت تتوالى المسابقات وكان لازم أشترك فيها ببنات لا عندها موهبة ولا عارفة يعنى إيه موهبة ولا أهلهم موافقين أصلاً على اشتراكهم، لكن حاولت وطبعاً كل مسابقاتى فى الشهر ده خرجت منها بفشل ذريع، لكنى رجعت مدرستى وبدأت أتواصل مع البنات، وأكتر حاجة بدأت تخلينى أحب الشغلانة دى هى الحالات اللى كان لازم أدرسها سواء حالات اقتصادية أو مرضية أو أسرية، وقتها الحالات دى استغرقتنى بالكامل وحسيت أنى بجد محتاجة أعمل حاجة للبنات دى عشان أنقذهم من بؤسهم، وأساعدهم فى اللى هما فيه، وبدأت أخرج مساعدات بسيطة من ميزانية المدرسة مش متخيلين المسألة دى عملت عند البنات وأهاليهم إيه، وقد إيه كانوا سعداء بالمبالغ الصغيرة أوى دى، والحقيقة ان الشهر ده هلكت فى الشغل تأسيس شىء من العدم بدون وجود أدوات للدعم ولوحدك وأنا أصلاً ما كنتش لا مؤمنة ولا مقتنعة بالشغلة دى، الحاجة دى كان بتخلينى بين شد وجذب، بس فقر وبؤس البنات والمنطقة اللى كنت بأشتغل فيها كان بدأ يخلينى أحس أنى جيت المكان المناسب جداً وبكده خلصت يوميات الشهر التانى ليا فى الشغل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق