الأربعاء، 16 يناير 2013

حاجة حلوة حصلت

من الحاجات الحلوة فى شغلانتى انى باراقب البشر وهما بيكبروا، ويحلموا ويحققوا احلامهم، وكان بيجى عليا ساعات أحس ان الدنيا بتتحرك بأولادى فى المدارس وواقفة عندى، ماهو اللى فى اعدادى بيروح ثانوى ويرجع يروح جامعة ويرجع يتخرج ويشتغل ويتجوز ويخلف ، ومع ذلك كنت باشوف نفسى فى أحلامهم كنت بأعيش جوه حلم كل واحد منهم عشان كده لما كانوا بينجحوا ويتفوقوا كنت بأعيش فرحتهم واحساسهم بالنجاح كنت باستطعمه معاهم، كمان قصص حبهم رغم انى كنت بأفرملهم لكن كنت بأحب اسمعهم وأسمع براءة مشاعرهم وشغفهم ولهفتهم، الولاد دول قصدى الطلبة بس أنا باعتبر كل الولاد اللى اشتغلت معاهم ولادى، بس انا الحقيقة متجوزة من أقل من سنة وما جبتش أولاد، لكن مع ذلك حاسة انى ام ليهم كلهم، وهما كمان كانوا بيحسوا بكده، واحساسهم كان بيسعدنى أوى، بيسعدنى منهم لما ينجحوا يبقوا عاوزين يفرحونى، ولما يقعوا فى مشكلة انا أول حد يأخدوا رأيه، ولما يحتاروا فى اختيار يطلبوا مساعدتى، الحاجات دى هما كانوا بيعتبروا انى باعملها متضررة بس الحقيقة انى كنت بابقى سعيدة إنى أحس أن حد محتاجنى وأنى مهمة فى حياة آخرين، وأنى بأساعدهم فى بناء حياتهم الجديدة.

النهاردة كنت ناوية اتكلم عن حاجة مختلفة بس الحقيقة غيرت مسارى لما اتصل بيا واحد من أحب الطلبة لقلبى وفرحنى بخبر خطوبته لبنت من بناتى برضة، وقالى أن طالب تانى من اللى ما يقلوش عندى معزة عنه خطب برضة بنت من بناتى، الحقيقة قلبى فرح لهم، حلو ان ولادى كبروا ودخلوا طب، وقربوا يتخرجوا وبيحبوا من بناتى، وخطبوهم، بكرة يحققوا احلامهم سوا ويفرحوا سوا ويكبروا سوا، بس يا ترى هيحكوا لأولادهم عنى، مش مهم ، المهم ان لحد دلوقتى أنا جزء من حياتهم ونجاحهم وأحلامهم.

جميل بجد أن الواحد يغير من حياة الناس التانية، جميل أن الواحد يزرع أمل ويشوف برعم صغير بينمو ويتحول لشجرة مثمرة، جميل أن الواحد يحس أنه شجرة الكل بستظل بيها، وبترمى على الأخرين ثمار الأمل والحياة ، جميل أن الواحد يحس تأثيره على الآخرين، جميل أنك تحس أنك بقيت مهندس ودكتور وظابط وصحفى ومهن كتيرة أوى مع كل طالب من ولادنا بيتخرج وبنساهم بشكل أو أخر فى أننا نبنيه، الخير عمره ما بيضيعه، ودلوقتى بس افتكرت كام مرة أقنعت بنت أنها تكمل تعليمها وتدخل الجامعة، وكام مرة خليت بنت تسيب علاقة غلط، وكام مرة اقنعت بنات بالحجاب، وكام مرة ساعدت بنات يبطلوا سلوكيات غلط، وكام مرة ساعدت ولاد واقنعتهم بتعديل سلوك او اتخاذ قرار، أو وضحت رؤية أو اديتهم خبرة، او حفزتهم للوصول لهدفهم، الحقيقة انا صحيح فى مهنتى بأقابل طلبة كتير اللى منحرف واللى مش سوى واللى قليل الأدب وباسمع الناس يقولوا عنهم شياطين وما انكرش ان بعض الحالات كانت بتصدمنى وتخوفنى مش بس من بكرة ، دا انا كنت بأخاف على مستقبل البلد، لكن فى كل مرة كنت بأمد أيدى وانتشل حد قبل ما يضيع من الولاد دى كنت بأحس باحساس رائع، حتى لو رجع تانى يغلط هو فى حد فينا ما بيغلطش، وناس كتير مننا بتغلط وتتوب وترجع تغلط تانى، أمال ربنا سبحانه وتعالى ساب باب التوبة مفتوح ليه ، عشان عارف أن كلنا عيال من جوه، الشغل مع الولاد فى مرحلة المراهقة من أصعب ما يكون بس النجاح فى أن تساعد فى تكوين شخصياتهم فى المرحلة دى رائع، وبنحس بحلاوته لما يكبروا ويفيدوا البلد، بالله عليكم يا من تعملون فى مهنة التعليم ، انتم صناع المستقبل والحضارة، انتم من تصنعون الغد الأفضل، رغم كل الظروف المهببة اللى بنشتغل فيها بس حاولوا أحنا عمال فى أهم مصنع فى البلد وبننتج بشر صالح يعمل على تقديم غداً أفضل. ومبروك لمحمد وخالد ومروة وإيمان .

الجمعة، 11 يناير 2013

أصدقائى الداعمين



أيوة الأصدقاء من أهم الأركان فى حياة البنى أدم، ومن غيرهم الحياة بتفقد كتير من متعتها وقدرتنا على تحمل سخافاتها، بس الأصدقاء هنا اللى أنا أقصدهم مش أى أصدقاء دول الأصدقاء بجد، وعلى فكرة دول بيبقوا رزق من عند ربنا زيهم زى المال والجواز والولاد والستر والصحة، أنا صحيح كان عندى النعمة دى والرزق ده وفى مراحل كتير من حياتى دعم أصدقائى ليا حمانى من الوقوع وساندنى ودعمنى وشجعنى ، يمكن الواحد بيفتكر أنه لوحده يقدر يهد الدنيا ويبنيها، لكن لأ. الحقيقة أننا فى كل وقت محتاجين حد يسمعنا لما نكون عاوزين نتكلم، ويواسينا لما نكون حزانى، ويؤمن بينا لما الكل يتهمنا بالعبط والجنون، ويكون جنبنا لما الكل يتخلى عننا، الأصدقاء هما اللى بيخلوا الضحكة ليها طعم والشوبنج واللف فى الشوارع متعة، وشرب العصير فى أى محل للعصير وأكل الآيس كريم حاجة بتسعدنا، وهما اللى بيخلوا الفرح ليه طعم تانى والحزن حمله خفيف، والصدمات أخف وقعاً، وقدرتنا على الإمساك بالأحمال التقيلة على نفوسنا وروحنا تستمر، أصدقائى عملوا كده، هما اللى أنا مديونة لهم بعد 13 سنة كأخصائية اجتماعية أنى استمريت فى المهنة دى، هما اللى حولوا مهنتى اللى كانت نقطة مأساوية ممكن تدمر حياتى وأقف عندها لحياة ممتعة ومليانة رغبة فى العطاء، وأيام تحتمل، هما اللى حولوا دموعى واكتئابى لفرح وضحك، هما اللى خلوا السنة دى وسنين تانية كتير بدل ما تبقى ذكريات مؤلمة تبقى ذكريات مفرحة تصبرنى على الحياة بكل صعوباتها اليومية.
أنا بأفتكر دايما رضوة البنوتة المتفجرة حياة وعطاء وفرح ومرح ، كانت فى سنى لكن كنت بأحس أنها أمنا لمتنا كلنا تحت جناحها، ودعمتنى كتييييييير، وهى اللى علمتنى أكون بنت جامدة فى شغلى وأخبى ضعفى وأحول هزيمتى لنصر، وأسخر من كل اللى شايفين فشلى بانى استمر فى العطاء لحد ما أحقق النجاح، بنت أجدع من مليون راجل ، رغم أنها بنوتة على أخين ورغم أنها دلوعة مامتها وباباها، لكنها بنت قوية الشخصية دايما متفائلة وبتسهل كل الأمور المكلكعة، وبتبسط كل المشاكل، رضوة ودا مش (اسمها الحقيقى ) لأنى ما استئذنتهاش في ده، رضوة هى اللى كانت بتيجى تشدنى من اجتماعات الطالبات في الفسحة عشان تجبرنى أفطر، وهى اللى كانت بتجهز لى الساندويتشات والشاى وتقولى هتقعى من طولك لازم تاكلى، هى اللى كانت بتساعدنى  لما السجلات تتراكم عليا وتقعد تكتبها معايا، هى اللى كانت بتقف جنبى في تنظيم حفلة أو رحلة أو مسابقة، هى اللى كانت بتدافع عنى ضد باهر وعصابته، هى اللى كانت بتسمعنى لما أحس أنى موجوعة، هى اللى بدأت تنبهنى أنى أتأخرت في رسالتى ولازم أبدأ أتابع وراحت وكلمت لى الاستاذ ابراهيم عشان يسمح لى أسافر، وهى اللى كانت بتقوم بالشغل مكانى لما أغيب عشان ما حدش يحس أنى بأقصر في شغلى، هى اللى كانت بتفضل تتصل بماما لما أكون مسافرة عشان تطمن عليا أن رجعت من كليتى ، وتانى يوم لما مشرفتى تكون منكدة عليا حياتى تخفف عنى وتشجعنى وتقولى أنها مستنية أنى أبقى دكتورة عشان تتفاخر بيا أدام الناس، رضوة هى اللى كانت بتخلينا نضحك من قلبنا وتشيل همنا كلنا، وهى اللى حضرنا حنتها وهيصنا لها، وكنا موجودين في فرحها، وكنا موجودين وهى داخلة غرفة العمليات عشان تستقبل أول طفلة، وأحنا اللى كنا موجودين في سبوع بنوتتها، وفى عيد ميلادها الأولانى، وهى اللى كنا بنجرى على بيتها وبيت مامتها عشان ناكل ونشرب ونهيص ونضحك ونرغى ونقضى أجمل الأوقات، وهى اللى أنا شجعتها ترجع لجوزها لما سابت البيت رغم اعتراض اهلها، وساعات بأندم أنى عملت كده، لأنه كان زوج ما يستاهلهاش، رضوة كانت موجودة عشانى في كل وقت دى هى اللى وصلتنى أول يوم لما اتنقلت من مدرستنا لمدرسة تانية وكانها أمى مش كده وبس وصيت عليا كمان المدير وسابتنى والدموع جوه عيونها مع أنها كانت دايما أجمد بنت فينا، قد إيه مفتقداها.
مروة هى ضل رضوة أكبر منها سناً واكبر مننا كلنا، نفس تخصص رضوة ما اتخرجوش من كلية واحدة ولا جامعة واحدة، لكن مروة كان ليها ظروف خاصة والدها ووالدتها اتوفوا وهى لسه طالبة ، وكانت عايشة في بيت أهلها في الدور الأرضى ليها أخت كبيرة متجوزة ومخلفة وعايشة مع جوزها، وأخين الاتنين اتجوزوا في شقق فوقها، اتقدم لها ناس ما كانوش مناسبين، كانت دايما خايفة من بكرة، كانت أكتر حد فينا بأحس أنه بيضحك وقلبه بينزف من الحزن، كانت شخص وحيد رغم الناس اللى حواليها، عشان كده رضوة كانت محتضناها وفعلا كانت بتعاملها أكتر من أختها ، ورغم أن رضوة أصغر من مروة لكن كنت بأحس أن مروة ما بتحسش بالراحة والأمان إلا مع رضوة، كانت بتفهمها وبتحسها وبتقدر تستوعبها وكانت حاسة بظروفها أوى، ورضوة كانت مسئولة التغذية عننا كلنا هى بتاعة الفطار، تلم مننا الاشتراك أول كل شهر، وتأكلنا طول الشهر، والحقيقة أنها كانت تستاهل تبقى مدرسة تدبير منزلى عن حق كانت بتعرف تتصرف ب2 جنيه اشتراك من كل واحدة وتأكلنا وتشربنا شاى ناهيك عن بعض الغزوات اللى كانت بتعملها رضوة على تلاجتهم، الحقيقة هى أن مروة كانت فرد فينا بيتألم طول الوقت والشخص الوحيد اللى كان شايف ألمها وحاسس بيها هى رضوة، أما أحنا كنا شايفين ضحكتها وبس، دلوقتى هى اتجوزت وخلفت ربنا يسعدها.
نها قلب طيب جداااااااااااا، وبرىء حد أصيل أوى وبيحافظ على العشرة، حد متسامح و نضيف، نها كانت تشبهنى اتولدنا في نفس السنة كنت أكبر منها بكذا شهر، لسه بنتواصل على فكرة ما كانتش من المدينة بتاعتنا، كانت من بلد بين بلدنا والبلد اللى بنشتغل فيها، كانت بنت وسطى يعنى فيه ليها اخوات اكبر منها واخوات اصغر ، هى اللى بنقول عنها بنت ناس طيبين، عشرية قليلة الكلام وهادية، كانت من جوه اوى بتشبهنى، بأحبها اوى، كنا لما نقعد سوا نتكلم بلغة واحدة مش بس تقارب السن ولا حتى تشابه الظروف، لكن كان فيه خيط بيجمعنا ببعض ورابطنا قوى ببعض، كنا دايما نشتكى لبعض الجانب الخاص أوى من حياتنا والأمور السخيفة اللى بنقابلها من الآخرين، ومن كتر ماهى انسانة مخلصة كنت بأحس أنى ممكن أخبى عندها روحى وما أخافش، كانت أكتر حد فينا بيتحمل سخفنا في الهزار معاها بصدر رحب، وهى اللى كانت موجودة في كل مناسباتنا ما أتاخرتش على حد وهى اللى بتتصل لما أحنا بنتاخر في الاتصال وننشغل عنها، وهى اللى بتسامح وتغفر لنا لما نتأخر عليها في السؤال، وهى أول شخص يصحينى يوم العيد ويقولى كل سنة وانتى طيبة من 13 سنة، وهى الشخص الأمين اللى بيسمع كل الكلام ويرميه في بئر سحيق، مفيش مرة واحدة فينا حكيت لها سر وخرجته، مفيش مرة واحدة فينا قصرت معاها ولما احتاجتها هى أتاخرت، نها كانت موجودة ويارب دايما تفضل موجودة في حياتنا كلنا، باستحلفكم بالله لكل من سيقرأ مدونتى أدعوا لها بالزوج الصالح اللى يستاهلها ولو أنها جوهرة مفيش حد يستاهلها.
الاختين الحلوين هناء وشيرين، دول مدرسات العربى الجداد والاتنين اصحاب من ايام الطفولة هناء الطويلة وشيرين القصيرة، بس واضح ان طول هناء اكسبها العبط عشان تخسر شخص جميل وتؤام روح مخلص زى شيرين طبعا دى مش اسماءهم الحقيقة ومش فاكرة سميتهم ايه قبل كده، لكن شيرين البنوتة الهادية المخلصة قليلة الكلام، وهناء بنت بتضحك ولطيفة بس كان فيه حاجة دايما كنت باحسها انها مش واضحة، ومش منتمية زى شيرين، لكننا دايما كنا بنحب الاتنين ، هناء اتجوزت وخلفت وللأسف اختلفت مع شيرين لسبب تافه وقاطعوا بعض ، وشيرين سافرت بره مصر بقالها سنين، ربنا يرزقها الزوج الصالح ويرد غيبتها بالسلامة ويعوضها خير.
مهمهيو صاحبتى الانتيخ هههههههههههه، بت جدعة وروشة وضاربة ولذيذة وطيبة والوحيدة فينا اللى عيونها ملونة والمرة الوحيدة اللى اتكلمنا فيها في تليفون وسمحت لى اتكلم لما جالها برد في احبالها الصوتية وفقدت الصوت مش قادرة اقولكم كنت مستمتعة قد ايه، دى البنت اللى باباها وقف يوم رحلة اسكندرية جنبى وقالى اللى طلع الرحلة دى مش بيفهم حاجة، عشان كده قررت اعاقبه وجوزت بنته لأخويا، ومش عارفة اقولكم بقى أخويا قايم بالواجب، لكن في النهاية رورا أو مهميهيو مش بس كانت صاحبة جدعة لكن جابت لنا اجمل هديتين سيف ويوسف بأموت فيهم وربنا يخليهم لنا.
في النهاية التركيبة دى كانت رائعة وفات علينا مواقف كتير كنا فيها موجودين عشان بعض، لسه بعضنا على تواصل مع الآخر، والباقى خدته الحياة، بأشكرهم على وقفتهم جنبى، وعلى لحظات السعادة الرائعة اللى ادهولى، وعلى أنهم خلونى أحب شغلى وأحب الحياة بسببهم واجتاز محنة من أصعب محن حياتى، ودعمونى في حاجات كتير وبأتمنى لهم من كل قلبى كل السعادة اللى في الدنيا وان ربنا يسعدهم زى ما أسعدونى بوجودهم في حياتى