ولما اشتدت المعركة بين عصابتى وعصابة باهر
كان الفيصل هو الطالبات اللى بدأوا يتجمعوا حواليا بشكل كبير، ونجاحى فى كذا حاجة
جوا شغلى بدأ يجاوب على سؤال الاستاذ ابراهيم هما ليه باعتين له أخصائية اجتماعية
بدل من يبعتوا له مدرسين يسدوا العجز فى المواد الرئيسية، وطبعا دا بدأ يثير حفيظة
المدرسين اللى اعتبرونى بأخترق نظامهم وبأختلق حاجات جديدة بتهدم قدسية المكان،
المهم أن البنات اللى ما راحوش الرحلة اللى فاتت بدأوا يطلبوا منى رحلة تانية عشان
يسافروا ويتفسحوا بعد ما الطالبات التانيين بدأوا يغيظوهم برحلة القاهرة، ولما
رفضت بدأوا يتوجهوا لباهر البديل الطبيعى لى واللى لسه ما كانش بقى بس بديل دول
كانوا بيعتبروه الأساسى وأنا البديل، عشان كده باهر تصدر الموقف وراح وعرض الموضوع
على الاستاذ ابراهيم اللى الحقيقة خيرنى بين أنى أنظم الرحلة دى أو أسيب باهر
وجماعته ينظموها، وقلت طيب هأنظمها عشان كنت عاوزة أثبت نفسى وأحرم على باهر
وجماعته يفتحوا على القصة دى تانى، وأؤكد للجميع أنى أنا المسئولة عن النشاط ده.
ولما وصل الخبر لباهر وجماعته دخلونى فى تحدى
تانى رفضوا أنى أنظم كل حاجة وأن الاتوبيس كان صغير وأنى بأمشى كلامى، وبدأوا
يسخنوا الاستاذ ابراهيم عليا، ولقيت إنى
لازم انحنى للعاصفة ووافقت عشان أريح دماغى واحملهم جزء من المسئولية، ونظمت ورقى
وخدت الموافقات كالمعتاد، وفجأونى بأنهم عاوزين عربون واعترضت فهمونى أن ده عادى
وبلاش أبوظ كل حاجة، ووافقت وطمنونى أن الباص ممتاز وأنهم شافوه ومبهورين بوسعه
ونضافته وأن المبلغ اللى هيندفع ما يجيش حاجة جنب الباص وحلاوته، طبعا دى كانت
محاولة عشان يفهموا الاستاذ ابراهيم انى مش قادرة اتحمل المسئولية واجيب باص نظيف
بسعر قليل وسكت، واكتفيت بدور جمع الاشتراكات واتخاذ الاجراءات الملائمة، وحجز
الوجبات.
وفى اليوم التانى جه الباص متأخر ساعة علينا
كنا للأسف أربعة من شلتى معاياى ومستنين على المحطة بتاعتنا فى المنزلة عشان الباص
يعدى علينا وياخدنا للبلد اللى فيها الطالبات، راح الفجر وطلع الصبح ولسه ما جاش،
وجه الباص عدينا على المطعم وجبنا الوجبات ما كناش ناقصين تأخير، ورحنا جبنا
البنات بس بدل ما نطلع اسكندرية طلعنا على بلد تانية عشان نجيب السواق لأن اللى
كان سايق هو صاحب الباص، وشوية ولقيت الاستاذ جمال وعمرو جايين يطلبوا فلوس عشان
السواق يمون كنت بدأت أفهم أن الموضوع هيقلب بغم، وعشان ما أكونش أنا البادئة وفى
النهاية دى رحلة محسوبة عليا وأنا اللى منظماها سكت ودفعت الفلوس، ومون وجبنا
السواق اللى اكتشفت انه عريس ومسافر غصب عنه واللى كان قالب وشه وقاعد يلعن ويشتم،
ورافض حتى ياخد الساندويتشات اللى كنت عاملاها، وبعد شوية لقيته بيطلب فلوس تانى
عشان يمون وبدأت أقلق بجد ومع ذلك عشان خلاص كنا بعدنا عن البلد واتورطت واللى كان
كان دفعت تانى، واللى خلانى بجد خلاص أبدأ اتشائم لما بدأ يسأل يروح اسكندرية
منين، ولما حس أنى باتكلم بحدة مع زمايلى اللى جايبين لى باص بيتمون كل نص ساعة،
وسواق وشه مقلوب وبيعاقبنا على طلوعه المشوار، وكمان مش عارف السكة، بدأ يزعق
وكأنه سيد الموقف، شوية ولقينا الاتوبيس وقف، ومشاه وبعد شوية وقف تانى وفضلنا على
ده الحال لحد ما وقف خالص، بأبص حواليا لقيتنى فى حتة رمل مفيش فيها أى مبانى،
اللهم إلا بيت باين من بعيد، وشريط قطار، ووقف الباص وبلغنا السواق المحترم أن
الأتوبيس عطلان ومش هينفع يتحرك وإلا هيتحرق بينا، ووقفنا ووقتها اتملكنى الرعب، فلوس
الرحلة كانت اتسحب منها كتير اكل وعربون وتموين باص ودخان مسبقاً ومش عارفة حتى
أنا فين، وبدأوا زمايلى المحترمين اللى كانوا زعلانين منى أنى بأمشى كلامى على
الرجالة وأنى متعنتة وعاوزة أهمشهم واللى كانوا بيسخنوا مدير ووكيل المدرسة بدأوا
يظهروا زى الفئران المذعورة ولما شفت الخوف فى عيونهم وأنهم مش قادرين يتصرفوا
اترعبت وبدأت أفقد أعصابى واطلب منهم يتصرفوا كرجالة ومسئولين معاياى عن الرحلة
دى، واتلخموا وغرقوا فى شبر مية، وطلبت منهم يتصلوا بصاحب الشركة يطلبوا يحل لنا
المشكلة دى، وطلبوه وطبعا بلغهم أنه هيبعت اتوبيس تانى وفاتت ساعة واتنين واتصلنا
بالوكيل اللى معرفش يتصرف وطلب نتصرف أحن ونوقف عربيات ونرجع البنات بأى شكل وده
المهم، وقفل صاحب الشركة موبايله، واتصلت بالإدارة التعليمية استنجد بيهم ماحدش
رد، ولقيت نفسى فى قمة الرعب لأن معاياى بنتين واحدة مريضة سكر فات ميعاد
الأنسولين بتاعها لأنى كنت حاسبة أنى هاكون فى اسكندرية الساعة 9 الصبح بكتيره
وادينا بقينا 11 والتانية مريضة قلب والجو كان برد، طلبت منهم وأنا فى قمة حدتى
وعصبيتى ينزلوا أقرب بلد ويجيبوا لى أتوبيسات بأى شكل وبأى تمن عشان أنقل البنات،
وفين وفين لما عدى عربية ربع نقل قفزوا فى الصندوق، وبدأوا البنات يطلبوا الحمام
وبدأت أنا وشلتى ننظم البنات ونستأذن من أصحاب البيت الوحيد فى المنطقة ونودى
البنات الحمام مجموعة مجموعة عشان كان لازم نعدى شريط القطار ونمشى فى حتة صحرا
طويلة، من شدة خوفى سجدت على الرمل ودعيت وأنا بأبكى أن ربنا ينجى ال 60 روح اللى
معاياى.
اللى زود توترى أن ماما كانت معاياى قال ايه
دفعت لها الاشتراك عشان كان نفسها تروح اسكندرية وكنت فاتحة الاشتراك للمدرسين
والمدرسات وابنائهم عشان اغطى تكاليف الرحلة، وماما بدأت تتوتر وتوترنى وتزعق لى،
يظهر كانت ناسية اننا مش فى البيت وأنها لازم تدعمنى قدام الأغراب من طالبات
ومدرسات لكنها الحمد لله عملت العكس تماما وبدأت شلتى تدعمنى وتهدى البنات وتعمل
مسابقات وتطلب منهم يطلعوا الأكل وكان الكاسيت بايظ زى كل حاجة بايظة فى الأتوبيس
الانتيكة القديم، فحاولوا يلهوهم بالغناء والتصفيق، وبعد ساعة كمان وصل الحلوين
ومعاهم 3 ميكروباصات صغيرة وطلبوا من البنات ياخدوا حاجتهم ويوزعوا نفسهم على
الميكروباصات، وبدأوا يتصرفوا بطريقة غاية فى الهبل لدرجة أنهم كانوا عاوزين
يكوموا البنات فى ميكروباصين والمدرسين والمدرسات فى الميكروباص التالت ونرجع
البلد ما نكملش، كنت وصلت لقمة غليانى فانفجرت وقلت لهم هاكمل رحلتى مش هارجع وأول
ما بدأوا يعلو صوتهم بأن السواقين مش هيوافقوا وطلبوا مبلغ كبير عشان بس يرجعونا ،
صرخت بكل قوتى وقلت لهم مش عاوزة اسمع صوتكم ابدا لو عاوزين تروحوا روحوا انتم
ولما أرجع البلد لازم تتحول للتحقيق.
وأعدت توزيع البنات على الميكروباصات ووزعت
المشرفين ورحت أنا وشلتى وأتكلمنا مع السواقين وبالصعوبة اقنعناهم بأننا نزود مبلغ
ويكملوا معانا لأخر اليوم، ودخلنا اسكندرية على أخر النهار وبدأنا تنفيذ البرنامج
ووزعت الأكل على البنات فى المنتزه بس كل حاجة كانت بسرعة عشان اتلافى الوقت اللى
ضاع منى، وطبعا اضطريت اسقط حاجة أو اتنين من البرنامج، ورغم أن شلتى ربنا يبارك
لهم وأن مديونة لهم بعد ربنا بأن اليوم ده عدى على خير اتحملوا فوق طاقتهم لكنهم
ضحكوا ضحك وهما اللى هونوا عليا التوتر اللى كنت فيه، واللى اثر عليا بعدها مش بس
نفسيا وجسديا كمان ومع ذلك فضلت متماسكة بأضحك واهزر عشان الكل ينسى بداية اليوم
المهببة، واتصلت بالاستاذ ابراهيم وكل اللى قلتهوله انا دخلت اسكندرية جهزلى فلوس
عشان الفلوس خلصت واللى معاياى مش هيكفى السواقين، وخلص اليوم ورجعونا السواقين الأغراب
على البلد اللى منها البنات ووقتها اتخانق معاهم جمال بحجة انهم طلبوا مبلغ اضافى
لان البلد كانت أبعد من تصوراتهم والطريق كان ليها مهبب وكان معاهم حق، وانا
بالنسبة لى اليوم كان قضى على اعصابى وكنا الساعة 2 صباحا وما صدقت أوصل كل بنت
لبيتها وما بقاش فاضل غيرى وغير عمرو اللى ما كنش ناوى يجى معاياى لولا انه اتكسف
على دمهم لما لقى البنات زمايلى اتطوعوا عشان ما افضلش لوحدى، ووقتها للمرة
التانية زعقت لجمال اللى كان اتبهدل منى فى اليوم ده واللى كان زعيقه للسواقين انا
المقصودة بيه لولا خوفه من تهديداتى وانه عارف انى على حق وقلت له ادفع كفاية انه
وصلك البنات ونجاك من الفصل من وظيفتك لأنى والله لو كان جرى لى حاجة أنا أو أى
بنت ما كنت هاسيبك الا مدمر وكفاية انه ماخلاش اهالى البلد اللى طالعين قلقانين
على بناتهم عشان أتاخروا كلونا ولا قتلونا لاننا اهملنا فى حق بناتهم وقتها سكت
وراح جاب الفلوس من بيت الاستاذ ابراهيم وخدت منه الفلوس ورحت اراضى السواقين اللى
كانوا معتقدين انهم اتخدعوا وكانوا بدأوا يزمجروا ويطلبوا زيادة وبالعافية لما
قدرت اهديهم واراضيهم عشان يرجعونا ويروحوا بالسلامة، ووصلت لبيتى الفجر وانا
بأزحف من التعب