النهاردة قربنا من نهاية الشهر الأولانى لى
وانا أخصائية اجتماعية، وكمان فاضل أيام على أجازة العيد الصغير، وفى الفترة دى
قررت أنى أنفذ زى ما سبق وقلت كل اللى اتدربت عليه واشتريت حاجات كتير أوى، كنت
مقررة أنى أحط همى فى الشغل، السجلات كانت كتيرة أوى، حاولت استعين بأخصائية قديمة
معرفة واستلفت منها كام سجل قدام، وبدأت أعمل سجلاتى، كنت عاوزة أحسن شكلهم
وأزوقهم وأعملهم بشكل مبتكر، يمكن لأحساسى الداخلى أن كل شىء حواليا كئيب،
وافتقادى للألوان بعد ما بقت حياتى رمادى، فقررت أنى ألون السجلات ويمكن عشان أضيع
أكبر وقت ممكن من الوقت وأهرب من التعامل مع الآخرين وأعزل نفسى عنهم ويبقى معايا
حجتى، الحقيقة البنات اللى كانوا فى المدرسة من زميلاتى كانوا غاية فى الظرف
واللطف، ولولا هما عليا يمكن ما كنتش قدرت أواصل حياتى كأخصائية اجتماعية، وصحيح
اللى قال أن أول سنة فى عمر علاقتنا باى حاجة فى حياتنا بتكون صعبة، يعنى أول سنة
فى أى مرحلة دراسية جديدة بتكون صعبة علينا وأول سنة فى أى شغلانة حتى لو مش
بنحبها بتكون برضة صعبة علينا، وأول سنة جواز، وأول سنة أمومة، وده لأننا حتى لو
بنتكيف مع التغيير فمش بنقدر نتكيف مع التغيير السريع ، يمكن عشان كده ربنا بيدينا
وقت عشان ننمو فى رحم أمهاتنا ووقت لحد ما نتولد، ونفضل ملتصقين بأمنا لحد ما
نتكيف بصعوبة مع فكرة الانفصال عنها والاندماج فى عالم منفصل عنها.
نرجع لموضوعنا ، زى ما قلت الكام يوم اللى
كانوا فاضلين على أجازة العيد كنت مقررة أنى أقضيهم فى عمل السجلات وكنت زى
الغرقانة بصراحة، صحيح دربونا وصحيح كان فيه سجلات قديمة معاياى، لكن عدم تقبلى
لطبيعة اللى بأعمله خلى عندى صعوبة فى فهمه، يعنى ما كنتش فاهمة إيه كم السجلات دى
كلها، وليه لازم كل الدباجات السخيفة ومحاضر الاجتماعات والاجتماعات التمهيدية،
وليه كل ما أعمل حاجة اسجلها، وياريتها تسجيل عادى أو عابر، دا لازم أجمع الولاد
وأعمل اجتماع وافهمهم واخد رايهم وبعدين أبدأ فى تنفيذ أى خطوة، وده طبعاً كان
هيتطلب جهد كبير ، لأنى كان لازم أتعرف بالطالبات أولا، وأختار مجموعات نشيطة
وأبدأ أفهمهم حاجة عمرهم ما عملوها ولا سمعوها ولا نفذوها قبل كده، بس قررت أنى
اشتغل بطريقة مختلفة، أعمل السجلات الأول اللى هى كانت تسديد خانات واللى المفروض
من غيرها ما هيكونش عندى اثبات انى بأعم لأى شغل خالص حتى لو الأولاد ما يعرفوش أى
حاجة من اللى فى السجلات دى، لكن كمان بعد رجوعى من أجازة العيد هأبدأ أكون
مجموعات وأفهمهم إيه القصة واشجعهم على الشغل معاياى.
الحقيقة هدوئى وانشغالى فى السجلات كان واضح
أنه لافت أوى، لدرجة أن كل زمايلى رغم عملى فى صمت تام بدأوا يأخدوا بالهم منى فى
الرايحة والجاية ويبصوا عليا وكنت بأعمل نفسى مش واخدة بالى من حد، عشان ما كنتش
عاوزة أتبادل حديث مع أى حد اللهم زميلاتى رضوى ومروة ونورا، ومع ذلك كان احتكاكى
بيهم قليل، كانوا بيجوا على حصصهم وأيام بسيطة نتقابل سوا، وفى أثناء اليوم كانت
رضوى وهى بنوتة غاية فى المرح والشقاوة بتيجى تسحبنى من إيدى غصب عنى عشان أطلع
أشرب معاهم شاى فى غرفة الاقتصاد المنزلى، بس أنا كنت رخمة أوى فى المرحلة دى لأنى
كنت بأشرب الشاى وأنزل تانى للغرفة المظلمة اللى كنت قاعدة فيها بحجة إنى عندى شغل
وعاوزة أخلصه.
وبالفعل دأبى وانشغالى بقصة السجلات دى خلتنى
أنجز جزء كبير منها، وفى أخر يوم قبل أجازة العيد كنت مقررة أنى هأخلص اللى أخلصه
والباقى بعد رجوعى من الإجازة، ويبدو لأنى اجتهدت ربنا حاب يعيد عليا بمفاجأة
لطيفة، فاكرين التدريب اللى فات واللى كنت سجلت اسمى إثناءه فى تدريب تانى فى
القاهرة جالى إشارة بأنى أسافر بعد رجوعنا من أجازة العيد والحقيقة كان خبر مفرح،
وفى أخر اليوم سلمت على البنات وأحنا مروحين وعيدنا على بعض وروحت البيت وأنا مبسوطة
شوية بخبر رجوعى للقاهرة الحبيبة لمدة 5 أيام على الأقل، ولما نرجع من الإجازة
هاحكى لكم إيه اللى حصل والمفاجآت اللى لقيتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق