الاثنين، 10 ديسمبر 2012

بعد الرجوع من تدريب القاهرة



بعد الرجوع من القاهرة كان الإحباط أكتر من الأول، لأنى كنت شفت وجه آخر أجمل للقاهرة، وكأنى شفت الوجه ده عشان ربنا يفكرنى بسكتى الأصلية ويحمسنى أرجع تانى أشتغل عليه،  وفى تانى يوم السبت قدرت أستجمع شجاعتى للرجوع للقفف وأقفاص الفراخ والبط، والزنقة فى العربيات الرومانى اللى مفروش فيها قش على الأرض،لألألألأ.....ما تفهموش غلط مش عشان الفراخ تجرى وتلعب عليها ولا عشان صاحب العربية معتقد اننا فراخ فبيقوم بتدفئتنا فى الشتاء، لكن عشان الطين فى الشتاء بيبقى عامل زى الجيلى وبغض النظر عن الأحذية اللى ما كنتش تقدر تميز شكلها من كتر الطين اللى عليها وديل الهدوم اللى كان كله طين لكن الراجل كان خايف على العربية بتاعته وبيحميها من الطين.
ورجعت المدرسة سلمت الإخلاء قالوا لى هناك فى التدريب أن بدل الانتقال هيتصرف من المدرسة، كان لازم استنى السكرتير، سلمت على البنات زمايلى، الحقيقة وجودهم كان بيسبب لى راحة وبيكسر الاحساس عندى بالغربة ، ونزلت لمكانى المظلم عشان أبدأ شغل فى سجلاتى، وجه السكرتير اللى مش بأطيقه وكلمته قالى ما عنديش أوامر بكده، ومش كده وبس طلب منى فاتورة تثبت أنى ركبت مواصلات على أساس أن الأنتقال من المنزلة للقاهرة كان بالبساط السحرى اللى عندنا فى البيت، ولجأت للاستاذ ابراهيم الراجل المكشر أبو لحية وكيل المدرسة والشخص الوحيد اللى بيحرك الأمور ويحل المشكلات جوه المدرسة، والحقيقة أنه دخل وسوى الوضع، كنا فى الفترة دى مش بنقبض مرتبات لأنه حسب حكوماتنا الممتازة بنفضل سنة كاملة تحوش لنا المرتب وتديهولنا أخر السنة أه والله دا اللى حصل، يعنى كنت بأخد مصروف جيبى من بابا كأنى لسه طالبة، وبدأت أدخل الفصول وأكلم البنات عن تشكيل جماعات نشاط، ولما جت الفسحة وأنا غرقانة فى السجلات بدأوا يتوافدوا عليا، الحقيقة كنت مرتبكة من عددهم الكبير، بس قررت أنى أتماسك وبدات أسجل أسماءهم عندى، وكان لازم أسيب عندهم انطباع كويس، وكانوا بيسألوا أسئلة شخصية كتيرة أوى أنت منين يا أبلة، متجوزة ولا لأ، أنت خريجة كلية إيه، عندك كام سنة، ارتبكت بجد وأنا بأحاول أحول دفة الحوار لشرح جماعات النشاط والهدف منها، بس البنات اللى كان فيهم كتير لابسين جزم بلاستيك أو شباشب والمريلة من فوق وبنطلون بيجامة من تحت كان صعب يفهمونى، فكانوا بيكرورا الأسئلة فى نفس واحد وبشكل ملح.
الحقيقة دى كانت أول مواجهة بينى وبين الطالبات وحسيت أن دماغى كانت بتلف، لكن كان لازم أتعود على النوع ده من الضجيج الجماعى وما كنتش عارفة هأعمل أيه الخطوة الجاية، بس هأحاول أكمل اللى بدأته وبعد الفسحة ما خلصت والهوجة أتفضت، أتوجهت لمكتب الاستاذ ابراهيم وكيل المدرسة، وناظر المدرسة الأستاذ عبده اللى كان ضيف شرف ، لأن الكل كان بيلجا للأستاذ ابراهيم، وطلبت منه أننا نبدأ فى تشكيل مجلس للرواد عشان انتخابات الفصول وانتخابات المدرسة، ونشكل مجلس آباء فرد على الاستاذ ابراهيم بالراحة يا أبلة شوية مش كله مرة واحدة أنت جاية سخنة أوى من التدريب، بالنسبة لمجلس الرواد هنحط أى أسماء ما انت اللى هتعملى الانتخابات وهتعملى شغل الريادة، أنا كل مدرس عندى شايل فوق نصابه وما حدش هيسأل عنك لو طلبت أى شغل منهم، أما الآباء فخدى عندك الاستاذ فلان والاستاذ علان قاطعته وقلت له لا ما ينفعش لازم جمعية عمومية وانتخابات، قالى يا أبلة ولا حد هيجى ولا يعبرك أنت متفائلة قلت له هأعمل دعوات وهنشوف، قالى أنت تعبت النهاردة يا أبلة اتفضلى روحى وبكرة يحلها الحلال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق