الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

كارثة اسكندرية



ولما اشتدت المعركة بين عصابتى وعصابة باهر كان الفيصل هو الطالبات اللى بدأوا يتجمعوا حواليا بشكل كبير، ونجاحى فى كذا حاجة جوا شغلى بدأ يجاوب على سؤال الاستاذ ابراهيم هما ليه باعتين له أخصائية اجتماعية بدل من يبعتوا له مدرسين يسدوا العجز فى المواد الرئيسية، وطبعا دا بدأ يثير حفيظة المدرسين اللى اعتبرونى بأخترق نظامهم وبأختلق حاجات جديدة بتهدم قدسية المكان، المهم أن البنات اللى ما راحوش الرحلة اللى فاتت بدأوا يطلبوا منى رحلة تانية عشان يسافروا ويتفسحوا بعد ما الطالبات التانيين بدأوا يغيظوهم برحلة القاهرة، ولما رفضت بدأوا يتوجهوا لباهر البديل الطبيعى لى واللى لسه ما كانش بقى بس بديل دول كانوا بيعتبروه الأساسى وأنا البديل، عشان كده باهر تصدر الموقف وراح وعرض الموضوع على الاستاذ ابراهيم اللى الحقيقة خيرنى بين أنى أنظم الرحلة دى أو أسيب باهر وجماعته ينظموها، وقلت طيب هأنظمها عشان كنت عاوزة أثبت نفسى وأحرم على باهر وجماعته يفتحوا على القصة دى تانى، وأؤكد للجميع أنى أنا المسئولة عن النشاط ده.
ولما وصل الخبر لباهر وجماعته دخلونى فى تحدى تانى رفضوا أنى أنظم كل حاجة وأن الاتوبيس كان صغير وأنى بأمشى كلامى، وبدأوا يسخنوا  الاستاذ ابراهيم عليا، ولقيت إنى لازم انحنى للعاصفة ووافقت عشان أريح دماغى واحملهم جزء من المسئولية، ونظمت ورقى وخدت الموافقات كالمعتاد، وفجأونى بأنهم عاوزين عربون واعترضت فهمونى أن ده عادى وبلاش أبوظ كل حاجة، ووافقت وطمنونى أن الباص ممتاز وأنهم شافوه ومبهورين بوسعه ونضافته وأن المبلغ اللى هيندفع ما يجيش حاجة جنب الباص وحلاوته، طبعا دى كانت محاولة عشان يفهموا الاستاذ ابراهيم انى مش قادرة اتحمل المسئولية واجيب باص نظيف بسعر قليل وسكت، واكتفيت بدور جمع الاشتراكات واتخاذ الاجراءات الملائمة، وحجز الوجبات.
وفى اليوم التانى جه الباص متأخر ساعة علينا كنا للأسف أربعة من شلتى معاياى ومستنين على المحطة بتاعتنا فى المنزلة عشان الباص يعدى علينا وياخدنا للبلد اللى فيها الطالبات، راح الفجر وطلع الصبح ولسه ما جاش، وجه الباص عدينا على المطعم وجبنا الوجبات ما كناش ناقصين تأخير، ورحنا جبنا البنات بس بدل ما نطلع اسكندرية طلعنا على بلد تانية عشان نجيب السواق لأن اللى كان سايق هو صاحب الباص، وشوية ولقيت الاستاذ جمال وعمرو جايين يطلبوا فلوس عشان السواق يمون كنت بدأت أفهم أن الموضوع هيقلب بغم، وعشان ما أكونش أنا البادئة وفى النهاية دى رحلة محسوبة عليا وأنا اللى منظماها سكت ودفعت الفلوس، ومون وجبنا السواق اللى اكتشفت انه عريس ومسافر غصب عنه واللى كان قالب وشه وقاعد يلعن ويشتم، ورافض حتى ياخد الساندويتشات اللى كنت عاملاها، وبعد شوية لقيته بيطلب فلوس تانى عشان يمون وبدأت أقلق بجد ومع ذلك عشان خلاص كنا بعدنا عن البلد واتورطت واللى كان كان دفعت تانى، واللى خلانى بجد خلاص أبدأ اتشائم لما بدأ يسأل يروح اسكندرية منين، ولما حس أنى باتكلم بحدة مع زمايلى اللى جايبين لى باص بيتمون كل نص ساعة، وسواق وشه مقلوب وبيعاقبنا على طلوعه المشوار، وكمان مش عارف السكة، بدأ يزعق وكأنه سيد الموقف، شوية ولقينا الاتوبيس وقف، ومشاه وبعد شوية وقف تانى وفضلنا على ده الحال لحد ما وقف خالص، بأبص حواليا لقيتنى فى حتة رمل مفيش فيها أى مبانى، اللهم إلا بيت باين من بعيد، وشريط قطار، ووقف الباص وبلغنا السواق المحترم أن الأتوبيس عطلان ومش هينفع يتحرك وإلا هيتحرق بينا، ووقفنا ووقتها اتملكنى الرعب، فلوس الرحلة كانت اتسحب منها كتير اكل وعربون وتموين باص ودخان مسبقاً ومش عارفة حتى أنا فين، وبدأوا زمايلى المحترمين اللى كانوا زعلانين منى أنى بأمشى كلامى على الرجالة وأنى متعنتة وعاوزة أهمشهم واللى كانوا بيسخنوا مدير ووكيل المدرسة بدأوا يظهروا زى الفئران المذعورة ولما شفت الخوف فى عيونهم وأنهم مش قادرين يتصرفوا اترعبت وبدأت أفقد أعصابى واطلب منهم يتصرفوا كرجالة ومسئولين معاياى عن الرحلة دى، واتلخموا وغرقوا فى شبر مية، وطلبت منهم يتصلوا بصاحب الشركة يطلبوا يحل لنا المشكلة دى، وطلبوه وطبعا بلغهم أنه هيبعت اتوبيس تانى وفاتت ساعة واتنين واتصلنا بالوكيل اللى معرفش يتصرف وطلب نتصرف أحن ونوقف عربيات ونرجع البنات بأى شكل وده المهم، وقفل صاحب الشركة موبايله، واتصلت بالإدارة التعليمية استنجد بيهم ماحدش رد، ولقيت نفسى فى قمة الرعب لأن معاياى بنتين واحدة مريضة سكر فات ميعاد الأنسولين بتاعها لأنى كنت حاسبة أنى هاكون فى اسكندرية الساعة 9 الصبح بكتيره وادينا بقينا 11 والتانية مريضة قلب والجو كان برد، طلبت منهم وأنا فى قمة حدتى وعصبيتى ينزلوا أقرب بلد ويجيبوا لى أتوبيسات بأى شكل وبأى تمن عشان أنقل البنات، وفين وفين لما عدى عربية ربع نقل قفزوا فى الصندوق، وبدأوا البنات يطلبوا الحمام وبدأت أنا وشلتى ننظم البنات ونستأذن من أصحاب البيت الوحيد فى المنطقة ونودى البنات الحمام مجموعة مجموعة عشان كان لازم نعدى شريط القطار ونمشى فى حتة صحرا طويلة، من شدة خوفى سجدت على الرمل ودعيت وأنا بأبكى أن ربنا ينجى ال 60 روح اللى معاياى.
اللى زود توترى أن ماما كانت معاياى قال ايه دفعت لها الاشتراك عشان كان نفسها تروح اسكندرية وكنت فاتحة الاشتراك للمدرسين والمدرسات وابنائهم عشان اغطى تكاليف الرحلة، وماما بدأت تتوتر وتوترنى وتزعق لى، يظهر كانت ناسية اننا مش فى البيت وأنها لازم تدعمنى قدام الأغراب من طالبات ومدرسات لكنها الحمد لله عملت العكس تماما وبدأت شلتى تدعمنى وتهدى البنات وتعمل مسابقات وتطلب منهم يطلعوا الأكل وكان الكاسيت بايظ زى كل حاجة بايظة فى الأتوبيس الانتيكة القديم، فحاولوا يلهوهم بالغناء والتصفيق، وبعد ساعة كمان وصل الحلوين ومعاهم 3 ميكروباصات صغيرة وطلبوا من البنات ياخدوا حاجتهم ويوزعوا نفسهم على الميكروباصات، وبدأوا يتصرفوا بطريقة غاية فى الهبل لدرجة أنهم كانوا عاوزين يكوموا البنات فى ميكروباصين والمدرسين والمدرسات فى الميكروباص التالت ونرجع البلد ما نكملش، كنت وصلت لقمة غليانى فانفجرت وقلت لهم هاكمل رحلتى مش هارجع وأول ما بدأوا يعلو صوتهم بأن السواقين مش هيوافقوا وطلبوا مبلغ كبير عشان بس يرجعونا ، صرخت بكل قوتى وقلت لهم مش عاوزة اسمع صوتكم ابدا لو عاوزين تروحوا روحوا انتم ولما أرجع البلد لازم تتحول للتحقيق.
وأعدت توزيع البنات على الميكروباصات ووزعت المشرفين ورحت أنا وشلتى وأتكلمنا مع السواقين وبالصعوبة اقنعناهم بأننا نزود مبلغ ويكملوا معانا لأخر اليوم، ودخلنا اسكندرية على أخر النهار وبدأنا تنفيذ البرنامج ووزعت الأكل على البنات فى المنتزه بس كل حاجة كانت بسرعة عشان اتلافى الوقت اللى ضاع منى، وطبعا اضطريت اسقط حاجة أو اتنين من البرنامج، ورغم أن شلتى ربنا يبارك لهم وأن مديونة لهم بعد ربنا بأن اليوم ده عدى على خير اتحملوا فوق طاقتهم لكنهم ضحكوا ضحك وهما اللى هونوا عليا التوتر اللى كنت فيه، واللى اثر عليا بعدها مش بس نفسيا وجسديا كمان ومع ذلك فضلت متماسكة بأضحك واهزر عشان الكل ينسى بداية اليوم المهببة، واتصلت بالاستاذ ابراهيم وكل اللى قلتهوله انا دخلت اسكندرية جهزلى فلوس عشان الفلوس خلصت واللى معاياى مش هيكفى السواقين، وخلص اليوم ورجعونا السواقين الأغراب على البلد اللى منها البنات ووقتها اتخانق معاهم جمال بحجة انهم طلبوا مبلغ اضافى لان البلد كانت أبعد من تصوراتهم والطريق كان ليها مهبب وكان معاهم حق، وانا بالنسبة لى اليوم كان قضى على اعصابى وكنا الساعة 2 صباحا وما صدقت أوصل كل بنت لبيتها وما بقاش فاضل غيرى وغير عمرو اللى ما كنش ناوى يجى معاياى لولا انه اتكسف على دمهم لما لقى البنات زمايلى اتطوعوا عشان ما افضلش لوحدى، ووقتها للمرة التانية زعقت لجمال اللى كان اتبهدل منى فى اليوم ده واللى كان زعيقه للسواقين انا المقصودة بيه لولا خوفه من تهديداتى وانه عارف انى على حق وقلت له ادفع كفاية انه وصلك البنات ونجاك من الفصل من وظيفتك لأنى والله لو كان جرى لى حاجة أنا أو أى بنت ما كنت هاسيبك الا مدمر وكفاية انه ماخلاش اهالى البلد اللى طالعين قلقانين على بناتهم عشان أتاخروا كلونا ولا قتلونا لاننا اهملنا فى حق بناتهم وقتها سكت وراح جاب الفلوس من بيت الاستاذ ابراهيم وخدت منه الفلوس ورحت اراضى السواقين اللى كانوا معتقدين انهم اتخدعوا وكانوا بدأوا يزمجروا ويطلبوا زيادة وبالعافية لما قدرت اهديهم واراضيهم عشان يرجعونا ويروحوا بالسلامة، ووصلت لبيتى الفجر وانا بأزحف من التعب

الأحد، 23 ديسمبر 2012

حفلة عيد الأم



لما رجعت من الرحلة كنت منتشية لأنى نجحت وكان بدأ الصراع والتحدى مع جماعة الزميل باهر وشركاه يتحول من هزار لجد، وكنا بدأنا ندخل فى مواجهات لكن على الأقل كنت بينت كرامة، لأن الرحلة دى حققت لى حاجات كتير:
أولاً بدأت أكسب ثقة الاستاذ ابراهيم وبدأ يعرف أنى بت جد فى شغلى وبأعرف أتحمل المسئولية مش مجرد بنت من بنات البندر اللى بيلبسوا بناطيل ويحطوا الأحمر والأخضر.
ثانياً بدأت أكون على أرضية قريبة من أرضية باهر وشركاه لأن الرحلات كانت عطياهم أهمية ومجمعة البنات حواليهم، إضافة لكونهم شبان عزاب فى مدرسة بنات فى سن مراهقة وفى أرياف كانوا عاملين زى الجاتوه قدام ناس ما شافتش غير المش، وأنا طبعا كنت فاهمة ده لاستيعابى الظروف من حواليا ، لكن نجاحى فى الرحلة بدأ يدعم أنشطتى ويجذب البنات ليا، ويقربهم منى أكتر، ومش كده وبس ميزة الشغل فى الأرياف أن النجاح والفشل بيترصدوا بسرعة خاصة من الأغراب، والبنات ما يتوصوش لما رجعوا بيوتهم والمدرسة بدأوا يحكوا بشكل كويس جداً بل بشكل أفضل مما توقعت وده خلى كل الناس عاوزة تعرف البنت اللى ورا القصة دى، وخلى الأهالى يبدأوا يثقوا فيا .
ثالثاً القصة دى اعتبرتها عملية الإحماء لما قبل المعركة، لأن شخصيتى بتتشد لأى تحدى، وكنت عاوزة أوجه ضربات تثبت أقدامى أكثر وتثبت نجاحى أكثر، فيتضاءل دور باهر وشركاه من الناس اللى كانوا بيحاولوا يتزعموا الحرب ضد بنات البندر.
وعشان كده بدأت أتوسع فى نشاطى مع البنات وهما بدأوا يتوافدوا عليا بشكل أكبر، فى الفترة دى كانت علاقتى اتحسنت أوى واتوطدت بشلة البندر، وكمان غيظ مروة ورضوى من باهر وشلته اللى كانوا بيستضعفوهم قبل مجينا خلانا نكون زى عصابة بنات فى مواجهة عصابة أولاد، القصة دى على فكرة خلتنى أنسى قرفى من الشغل والبلد والمدرسة، وأركز بس على أنى لازم كل يوم أوسع مساحتى جوه المدرسة، وبصراحة عصابتى كانت دمها خفيف وكنا عصابة زى السكر، لدرجة أنى باعتبر السنة دى أحلى سنة فى عمرى المهنى من يوم ما اشتغلت، والمجموعة دى وقتها كانت أفضل  مجموعة اشتغلت معاها.
واللى زود القصة أكتر وسخن التحدى، هو أننا كتبت حاجات على الكمبيوتر ورجعت مالقيتهاش والشخص الوحيد اللى كان استعمل كمبيوتر المدرسة وراياى كان باهر، الحقيقة مش عارفة أنا نسيت اسيف الشغل اللى كتبته ولا هو فعلا دخل وحذفه، المهم أنا وقتها رحيت واشتكيت للاستاذ ابراهيم وكبرت المسألة والحقيقة هو لامه بس كانوا كلهم كأنهم بيسخروا منى وبيعاملونى على إنى طفلة عشان كده كان لازم أفهمهم أنى صاحبة سطوة رغماً عن أنف الجميع.
وجه وقت حفلة عيد الأم ولما بدأت اتكلم فى قصة الحفلة، قامت عاصفة هوجاء، وكأنى هأعمل حفلة لفيفى عبده، مش حفلة مدرسية، ودخلنا فى قصة حرام وحلال وعيب وما يصحش، وفى النهاية قررت ما اتجادلش و أجهز للحفلة وعصابتى تضامنت معاياى وطالبات المدرسة، وكل المدرسين والمدرسات الباقيين اعترضوا ووقفوا ضدى، وغلطونى، دا حتى السكرتير رفض يصرف ولا مليم من الميزانية عشان الحفلة دى، لكن أنا قررت أنفذها ولما جه عيد الأم نزلت البنات الحوش رغم اعتراض الجميع وعصابتى طبعا ساعدونى وفجأة المدرسين لقوا نفسهم فى الفصول لوحدهم فسابوا لى المدرسة كلهم وروحوا بيوتهم وفضلت لوحدى مع عصابتى و800 بنت من غير لا ناظر ولا وكيل ولا غفير حتى، وطبعا ما كنش قدامى الا الحوش وحضراتكم فاكرين طبعا أن الحوش ده كان مليان قش وحيوانات من بتوع الجيران لأنه من غير سور، بس استغليت امكانيات الطبيعة، وقعدت البنات على القش، وجبت ترابيزتين من جوه الفصول وعملتهم مسرح، وجبت بنت صوتها حلو فى القرآن طلعت قرأت قرآن وبنت تانية قالت شعر، وبنت غنت أغانى لعيد  الأم، وواحدة من عصابتى طلعت بنات يمثلوا مسرحية فجآتنى بيها ولقيت الجيران واقفين يتفرجوا هما وأولادهم ، وبدأت البنات تتشجع اللى تطلع تقلد واللى تقول مسابقات وبنتين راحوا اشتروا بونبونى ووزعوه على البنات قمت عنداً فى هيئة المدرسة بعتت اشتريت بسكويت ووزعته علي الطالبات، وعلى ميعاد انصراف المدرسة روحنا كلنا، وكنا أنا والعصابة رغم تعبنا وهلاكنا ووقفتنا لوحدنا وصوتنا المبحوح ووقفتنا فى الشمس، لكن كنا نازلين ضحك بطريقة هيستيرية وكنا فرحانين أوى وكأننا كنا فى الملاهى، يظهر اللعبة دى زى ما عجبتنى وشدتنى شدتهم كمان، وبدأ الشغل يفقد ملله، وبدأت التجربة بتاعة شغلى كأخصائية تاخد بعد تانى خالص، خاصة بعد ما حسيت أن الطالبات محتاجين لواحدة زيى تحاول وما تيأسش تساعدهم وهى مصرة على النجاح من دون خضوع لفكرة الفشل، وزميلاتى كانوا محتاجين لقائد للشلة يفك عنهم الملل ويربطهم بفكرة جديدة مختلفة عن روتينهم اليومى فى الشغل، يمكن أهدافى وأهدافهم مش واحدة لكن الأسلوب أنا اللى كنت بأحدده .
وفى الأيام التالية للحفلة كنت بأمشى فى المدرسة وأقول يا أرض أتهدى ما عليكى قدى، كنت حاسة بنشوة الانتصار، وإنى قدرت أنجز حاجة، وبدأت أدرس حالات البنات اللى عندى وأصنفهم ما بين حالات أسرية لحالات مرضية لحالات أقتصادية واللى كانت كتيرة أوى، حتى كان عندى حالات نفسية، ومن قعدتى مع البنات فى الجلسات اللى كنت بأقعدها معاهم اكتشفت أنهم غلابة أوى وعايشين تحت خط الفقر ، وكانت أول مرة أعرف أن فيه فى مصر بلاد لسنة 2000 لا دخلتها مية ولا كهربا والحيوانات والبنى آدميين بيناموا فى مكان واحد، وأن فى ناس دخلها الشهرى أقل من 100 جنيه مع أنهم أسر مكونة من 6 و7 أفراد، ودا خلانى أشعر بالمسئولية تجاه البنات دول لأنى بجد حسيت أن دراستى هتستفيد من وجودى فى المكان ده بل بدأت أشعر أن ربنا هيأ لى الفرصة عشان أشتغل شغلانة الأخصائية الاجتماعية ، عشان أقدر أدرس المشكلات وأحللها ويكون عندى السلطة التنفيذية أنى أحلها أو أساهم مع جهات تانية بحلها، وبكده أبقى حطيت علم الاجتماع فى مجال التطبيق وخرجته بره مجال التنظير والمناقشة اللى على الورق وجوه الأبحاث والمؤتمرات، وده كان حلم حياتى، لكن يا فرحة ما تمت المنحنى بتاع الأمور كلها كان فى ارتفاع جنونى وأسهمى كانت فى زيادة هائلة جوه المدرسة لحد ما حصلت الكارثة اللى هأحكى لكم عليها المرة الجاية

الأحد، 16 ديسمبر 2012

أسطى وجدى



زى ما سبق وحكيت بدات البنات فى المدرسة تتلف حواليا وبدأت أركز  نشاطاتى فى الجماعات اللى هى وقتها كانت جماعات اسمها(الهلال الأحمر- الرحلات- الخدمة العامة) وكان صعب طبعاً بميزانية مدرسة ضعيفة أطبق البرامج الخاصة بالأنشطة دى، يعنى مثلاً كان صعب أجيب طبيب يعطى البنات محاضرات فى الاسعافات الأولية، أو أخدهم ونروح مستشفيات عامة نزور المرضى ومعانا هدايا، لكن برضة اتصرفت فى حدود ما سمحت لى الظروف أزاى خليت واحد من مدرسين العلوم يديهم محاضرات حول النظافة وصاحبتى بتاعة الأقتصاد اشتركت معاه فى محاضرة خاصة بالبنات للنظافة الشخصية كان ده مهم فى عمره وكمان كنت بأوجههم يتكلموا عن التغذية السليمة والصحة النفسية والتوعية بتجنب العدوى من الأمراض، وأنا كمان كنت بأقرأ حاجات وانقل لهم معلومات تناسب سنهم وبيئتهم وظروفهم، أما بالنسبة للخدمة العامة فده بجد كان التحدى الأول لأن قررت أعمل معسكر نظافة، طبعاً ما كانش عندى ادوات نظافة ولا فلوس ولا حد فى المدرسة عاوز يفتح لى المدرسة يوم أجازة، لكنى أصريت وبالفعل خليت البنات يجوا يوم أجازة ونضفوا الفصول وحجرات المدرسة زى حجرة الإدارة والإداريين والغرف اللى رضى الموظف اللى فتح لنا يسيبهالنا مفتوحة عشان ننضفها وما كنش فيها عهد، طبعا حابة أفكركم تانى أن المدرسة من غير سور، وان الحوش الجيران كانوا بيستغلوه فى أنهم يحطوا قش الأرز اللى بيولعوا بيه الأفران بتاعتهم، وأن الفراخ والماعز ولامؤخذاة الحمير والجاموس كانوا بيعتبروا حوش المدرسة دى ملعب الجولف الخاص بيهم يوم الأجازة، فكان على أنى أنظم جيش من البنات اللى جم يتفرجوا يعنى ايه معسكر، وجيش تانى من الحيوانات اللى اعتبرنا بنتتطفل على مساحته الخاصة يوم الإجازة.
ولما جت البنات جبت بسكويت وعصير وهدايا عشان أوزعها عليهم، المشكلة أننا وأحنا بننضف المية قطعت بعد ما بالفعل كانت المدرسة بقت مطينة بمعنى أن البنات اتحمسوا فبداوا يمسحوا الفصول ودا بصراحة كان الحل لأن كمية التراب كانت أصعب من أنها تتنضف، لأن المدرسة شكلها ما كانش اتنضف من بدرى وأنا جاريتهم وراحوا جابوا جرادل ومماسح من بيوتهم وخراطيم وبعد ما بدأوا الشغل بشوية صغيرة المية قطعت فاضطرينا نسيب المية اللى خرجت فى الطرقات وامتزجت بالتراب من غير تنضيف لأن ما كانش فيه مية، وأنا كمان كنت اتاخرت وما كنتش هأقدر أخر البنات أكتر من كده وخاصة أن بعض الأهالى جم وزعقوا لبناتهم لأنهم يظهر كانوا فاهمين ان المعسكر ده حصص هياخدوها البنات ولما لقيونى أنا والبنات قاعدين فى حفلة السمر اللى بتتعمل فى الآخر فى واحد من الفصول، اتضايقوا لأنهم افتكرونى لميت البنات عشان يخدموا فى المدرسة ويهرجوا ويغنوا.
ومع ذلك ادينى كنت نفذت على الأقل المطلوب، وكالمعتاد تانى يوم حصلت مشكلة بسبب الطين اللى فضل فى الطرقات دا على الأساس أن البلد كلها ما كانتش مطينة، بس كان لازم يظهر لى أنياب بقى وأواجه، وقفت ولأول مرة زعقت بكل قوتى فى شلة الأنس من المدرسين اللى كانوا شايفين أنى ايفة نفسى وماشية بدماغى، وفهمتهم أن المعسكر ماحققش أهدافه بسببهم وجودهم فى بيوتهم وأنى أقدر اشتكى إدارة المدرسة والمدرسين لأنهم تقاعسوا عن مساعدتى ودا نشاط الاشراف عليه تكليف مش تشريف، وأن من العار عليهم يسيبونى انا و60 بنت لوحدنا من غير ما حد يكون موجود يساعدنى فى الإشراف على البنات أو يساعدنى فى التنظيم للمعسكر وطبعا الغريب أن انفعالى وزعيقى اللى اختلط بدموعى اصابهم بالذهول ، أو يمكن رغم فكرتهم عن بنات المدينة ما كانوش فاكرين أن مع هدوئى والوجه البرىء الرقيق ده ممكن يكون مخبى وراه بركان بس صدقونى كان لازم أعمل كده والحقيقة أن رضوة وقفت معاياى وأيدتنى ودا شجعنى أنطلق أكتر وكانت فرصة أدافع ضد هجوم غير مبرر من ناس المفروض أنى ما دوستش ليهم على طرف.
وعلى كل انتهت القصة، وفجاة لقيت البنات فى الأسبوع التانى من الشهر ده جايين يسألونى عن اشتراك رحلة للقاهرة، اتفاجئت لأنى ما كنتش أعلنت عن أى رحلات ورحت سألت الاستاذ ابراهيم، فقال لى أخلينى فى شغلى واسيب الموضوع ده للأستاذ باهر ، والاستاذ عمرو، واستاذ كمال الثلاثى المرح، طبعا الدم غلى فى عروقى رحت مكتبى كتبت مذكرة محتواها أن ممنوع على إدارة المدرسة حسب نص الوائح والقوانين تنظيم أى رحلة مدرسية دون أن تقوم بتنظيمها الأخصائية الاجتماعية ودا حسب قانون الرحلات وذكرت نص القانون وأن مخالفة النص ده تعرض إدارة المدرسة والمدرسين للتحويل للتحقيق الجماعى، ويظهر أنى كنت اتغريت بقوتى والأرضية اللى خدتها زيادة عن اللزوم، لأن ده حفز الثلاثى المرح اللى كانوا بينظموا الرحلات دى من كذا سنة وكانوا بينظموها عشان يطلعوا هما ويغيروا جو من غير ورق ولا موافقات ولا اى هلك دماغ من اللى بأعمله ده، ومش كده وبس اتنين من الثلاثى المرح كانوا مازالوا أحرار غير متزوجين يعنى وشباب بقى شايفين نفسهم والبنات شايفينهم فاكهة وأنا ما كنتش أقدر أجاريهم فى الحتة دى ، البنات بيحبونى آه بس بيحبوا شبيه عمرو دياب أكتر، الغريب أنى ما كنتش بأطيق باهر ده أبداً، ما كانش فيه أى كيميا بينى وبينه، ولأول مرة ما أحس شأى دعم من الاستاذ ابراهيم زى ما يكون استهجن حدوتة المذكرة دى واعتبرها تهديد.
وعملنا اجتماع وعرض المذكرة عليهم وطبعا فهمونى أن دى منطقتهم وأنهم بيساعدونى وأنى مش هأجى واغير نظام المدرسة، لكنى وقتها رديت رد غريب على باهر(قلت له دا كان زمان دلوقتى دا زمن وسام السرى) تقولوش زمن حاتم زهران يعنى طبعا هو ضحك بسخرية، وقالى أوكى أعلنى عن رحلتى ولو البنات جم وسحبوا الاشتراكات من عندى يبقى انتى اللى تنظمى الرحلات من هنا ورايح، واعتبرته تحدى وبدأت أجهز الأوراق واعملى دعاية والبنات زميلاتى الحقيقة عملوا جهدهم عشان يحفزوا البنات يجوا معايا، وأنا بدات أغرى الطالبات اللى كنت استقطبتهم بالحاجات والميزات اللى هتكون موجودة فى رحلتى وهتخليها مميزة أكتر من رحلة الاستاذ باهر، وما يمنعش أن جواسيسى من الطالبات كانوا ادونى كذا معلومة خبيثة عن رحلات باهر وأن البنات ما بيتبسطوش وأنهم بيقعدوا يتفسحوا ويلعبوا ويشخطوا فى البنات لو عملوا أى حاجة، وبالفعل بدأ بنات تيجى وأنا وقتها كنت بأخد الشغل معاياى البيت عشان أخلص أكوام الشغل اللى عندى وكنت خايفة أحجز أو أعمل أى خطوة لحسن البنات ما تشتركش، لدرجة أننا كنت بأكلم الأمهات لما يقابلونى فى الشارع ويسألونى عن الرحلة بس كان صعب وهما ما يعرفونيش يستأموننى على بناتهم أما باهر وزمايلهم معروفين فى البلد من زمان ورجالة يعنى الوثوق فيهم أحسن.
لكن المعادلة وصلت فيفتى فيفتى يعنى 15 إلى 15 بمعنى 15 بنت معاهم و15 معاياى، لحد ما قدرت طالبة عندى تقنع 3 من زميلاتها يسحبوا الاشتراك من مع باهر وبالفعل راحوا يسحبوا الاشتراك هو ما وافقش، لكن انا حبيت اسخن المسائل ما الحرب خدعة خليت البنات ينشروا أن الرحلة بعد يومين وأن باب الحجز هيتقفل خلاص ودا بقى وزن المعادلة ولما ما بقا شمعاه إلا 10 طالبات لقيته من نفسه باعت لى اشتراكاتهم مع أ/ عمرو،واتفقت مع شركة سياحة وجبت كل الموافقات الرسمية، وبدأ الاستاذ ابراهيم يحس بالجهد اللى بأبذله وقتها ما حسسنيش بس بعد كده عرفت أن الراجل ده كان بدا يقدرنى ويحترمنى ويتبسط من وجودى على عكس ما كنت فاهمة، المهم فضل الاشراف واشترط عليا الاستاذ ابراهيم الثلاثى المرح لسببين الاول أن الثقة برضة فيا كبنت هتقدر تقوم برحلة من غير مساعدة خبراء زى الثلاثى كانت ضعيفة وده السبب الخفى والأقوى طبعا والسبب التانى أنه ما يزعلهمش لكن باهر كان زى حالاتى مش متقبل فكرة وجودنا فى نفس المكان فمابالك لو أنه هيبقى تحت قيادتى، وطبعا السكرتير عمل لى ميت مشكلة عشان الايداع والسحب والدعم للرحلة من ميزانية المدرسة وخاصة أنهم اشترطوا عليا أنى اجيب للطالبات وجبة كاملة من المطعم ومش كده بس والحاج عبده المدير البركة حب يطلع يتفسح هو كمان والأوحش أن ولا واحدة من صحباتى وزمايلى وافقت تطلع معاياى، لكن الحمد لله القدر خدمنى فوق الوصف، الشركة مش بس بعت تلى باص محترم لأ، اكتشفت أن اللى هيسوق الباص ابن عم بابا الأسطى/ وجدى ودا بقى هيكون له معايا حواديت وهينقذنى من حاجات كتير، والحقيقة أنا كانت معرفتى بيه فى حدود العيلة طفيفة، بس رفض ياخد عربون منى، ورفض ياخد حاجة اسمها دخان ونزل لى كمان من الفلوس بتاعة الشركة ، ودا وزن لى الميزانية بشكل كبير اوى، مش كده وبس كان استاذ فى الرحلات وفى الطرق، وبيقدر يتصرف فى أى موقف بأمانة بعد تجاربى معاه لو معايا وجدى و100 طالب هاعمل رحلة ممتازة ومش محتاجة مشرفيين تانى، السكرتير والمدير كانوا بركة وجه معانا عمرو وكمال واكتفيت بدول عشان الكراسى واشترطت أن الفلوس تكون معايا عشان السكرتير السطل ده ما يضيعنيش، واستاذ ابراهيم وافق، والحقيقة ارجع واقول ان وجدى برضة نفعنى ما كنا بنركن كان بيعرف يزوغ من حاجة اسمها باركنج فلوس بتندفع قصاد ركن الباص فى مكان سياحى، وكان بينزل ويقطع معايا ويدخلى يجى 10 بنات ببلاش رغم انهم 33 يعنى مش عدد كبير ولا حاجة دا بجد وفر لى، ومش كده بس ناهيك عن أنه كان بيشتغل مشرف أحسن من المشرفين كان بيحدد لى جوه كل مكان التوقيت بالظبط اللى الف فيه المكان وافرج الطالبات واكون قدام البوابة، ناهيك عن براعته فى مرور القاهرة اللى فعلا محتاج حد محترف، وكان يوم رائع وعدى بسلام ورجعت البنات لحد بيوتهم ووصلنى الاسطى وجدى بعد كده لحد البيت ورحت فى سبات عميق لأن النوم كان واحشنى بشكل م أنا ما كنتش بأنام لأيام تصبحوا على خير.

الخميس، 13 ديسمبر 2012

الشهر التانى



أنا دلوقتى فى منتصف الشهر التانى، أهم اللى حصل فى النصف ده هو انضمام بنتين تانيين هالة وعلا مدرسات عربى ومجموعة تانية من البنات ما ارتحناش ليهم وهما كمان ما ارتاحوش لينا، وبكده بقينا فريق مكون من ست بناتومجموعة دخيلة من 3 بنات وبقية الموظفين، وبدأت أمارس أنشطتى وأنفذ خطة الشغل بتاعتى، اجبرت الوكيل على أنه يعمل لى اجتماع مع المدرسين شرحت لهم شغل الريادة وطلبت منهم يختاروا عضوين عنهم لمجلس الأباء زى الائحة ما بتقول، واتقلب الاجتماع وكان فاشل فشل ذريع، لأن الوكيل اللى خدنى على قد عقلى وعمل لى الاجتماع، كان مختار الرواد بالفعل ودى شغلة الناظر، وكان مفهمهم إنى هأنفذ الانتخابات ومختار لى العضوين اللى هيكونوا فى مجلس الآباء واللى واحد منهم فض الاجتماع وطلب من المدرسين يطلعوا على حصصهم ويسيبهم من الحكى والرغى الفاضى ده.
طبعاً المسألة دى قهرتنى، ومش عاوزة أقولكم رجعت وعيطت فى بيتنا قد إيه، المهم أن شلتى بقيادة رضوة البت الجدعة اللى بجد ساعدتنى وكانت بتبسط المسائل جداً عملوا فريق لإنقاذى وتنفيذ ما فى دماغى وانجاحى ضد مخططات الطرف الآخر والطرف الآخر دول كانوا معظم العاملين فى المدرسة وقعدتهم معاياى وبدأت أشرح لهم وبالفعل وزعنا نفسنا واستعنا بشابين رضضوة قدرت تستقطبهم لمساعدتنا وخلصنا الانتخابات وبدأت أول نجاحاتى، وفرحتى بنجاحى فى التحدى وفرحة البنات زمايلى وفرحة الطالبات كانت كبيرة، وده اللى خلانى أدخل على الخطوة التانية خليت فريق المنقذين من صحباتى يشكلوا معظم الرواد وبكده ضمنت أن معظم السجلات الخاصة بالريادة هتتعمل، وبدأت طالبات المدرسة يتوافدوا عليا وبدأت أكون مجموعات نشاط، كنت كل يوم بأجتمع بالطالبات عشان أفهمهم المبادىء والهداف والجماعة عاوزة وهنعمل فيها إيه، واكتشفت أن البنات بيجوا اجتماعاتى بس عششان يسمعوا ومش بيفهمونى ولا قادرة أوصل لهم المعلومة، ولجئت لحيلة تانية إنى أجمع البنات الذكية المتجاوبة من كل مجموعة وأركز عليهم وأكلفهم باستقطاب مجموعات تانية وتوصيل المعلومات ليهم وده نجح لسببين الأول أن البنات بدأت تغير من بعضها وده خلاهم يحاولوا يعملوا أى حاجة عشان أقربهم منى وأشغلهم معاياى فى النشاط، والسبب التانى أن الطالبات كانت فاهمة طبيعة وثقافة ولغة بعض وده اللى خلاهم يقدروا يوصلوا المعلومة بشكل أنجح منى.
وبكده قدرت أوفر جزء من طاقتى لعمل الحاجات التانية اللى كانت متراكمة فوق دماغى، وبعت دعوات لمجلس الآباء وحفزت البنات عشان يجيبوا آبائهم، وفى النهاية الحصيلة كانت غير مجدية ومع ذلك قلت كل بنود الاجتماع على ال3 اللى حضروا وكملت الاجتماع وكأن النسبة القانونية حاضرة، وكنت عارفة أن فيه تحديات الغريبة أن التحديات دى شغلتنى وغرقت فيه لدرجة أنى نسيت حزنى على نفسى ونسيت كل حاجة عن القرف من الوظيفة والمكان والناس، وكنت كل اللى عاوزة أعمله أن انجح فى مقابل الناس اللى كانوا بيعارضوا أفكارى وشايفين أن وظيفتى هايفة، وبدأت أتبنى أهداف وظيفتى وأنف لوائحها وكأنى كنت بأحلم طول عمرى إنى أكون أخصائية، الحقيقة ده حصل لسببين الأول أن شخصيتى فى مقوماتها الأساسية تحمل عنصر التحدى وده اتولد بسبب معارضة الآخرين لى واستغرابهم بل واستهجانهم للبسى وشخصيتى ورغبتى فى أنى أنفذ اللى فى دماغى وانى حنبلية من وجهة نظرهم وشايفة نفسى، السبب التانى أنى لما شفت فرحة الطالبات بالانتخابات ولمتهم حواليا فى النشاط حسيت أنى ممكن أساعدهم من خلال وظيفتى وأن جزء من حلمى أنى أكون باحثة عالمية أنى أخلى مجال البحث الاجتماعى مش مجال تنظيرى ولا مجال لبحث المشاكل وكتابتها وبس لكن كما لتطبيق وتنفيذ حلول واقعية، مادام المشاكل من أرض الواقع يبقى الحل يجى كمان من أرض الواقع.
وبدأت شعبيتى تزيد جوه المدرسة وبين البنات، وبدأت تتوالى المسابقات وكان لازم أشترك فيها ببنات لا عندها موهبة ولا عارفة يعنى إيه موهبة ولا أهلهم موافقين أصلاً على اشتراكهم، لكن حاولت وطبعاً كل مسابقاتى فى الشهر ده خرجت منها بفشل ذريع، لكنى رجعت مدرستى وبدأت أتواصل مع البنات، وأكتر حاجة بدأت تخلينى أحب الشغلانة دى هى الحالات اللى كان لازم أدرسها سواء حالات اقتصادية أو مرضية أو أسرية، وقتها الحالات دى استغرقتنى بالكامل وحسيت أنى بجد محتاجة أعمل حاجة للبنات دى عشان أنقذهم من بؤسهم، وأساعدهم فى اللى هما فيه، وبدأت أخرج مساعدات بسيطة من ميزانية المدرسة مش متخيلين المسألة دى عملت عند البنات وأهاليهم إيه، وقد إيه كانوا سعداء بالمبالغ الصغيرة أوى دى، والحقيقة ان الشهر ده هلكت فى الشغل تأسيس شىء من العدم بدون وجود أدوات للدعم ولوحدك وأنا أصلاً ما كنتش لا مؤمنة ولا مقتنعة بالشغلة دى، الحاجة دى كان بتخلينى بين شد وجذب، بس فقر وبؤس البنات والمنطقة اللى كنت بأشتغل فيها كان بدأ يخلينى أحس أنى جيت المكان المناسب جداً وبكده خلصت يوميات الشهر التانى ليا فى الشغل.