الأربعاء، 27 فبراير 2013

أول مرتب

انتهت السنة الأولى بعد امتحانات أخر السنة واللى كنت فيها بأراقب على البنات ولنى معقدة من مدرسينى وانا صغيرة اللى كانوا بياخدوا ورقتى ويدوها لزمايلى عشان ينقلوا منها وأنا طفلة لاحول لى ولا قوة ، فكنت باشدد فى المراقبة عشان تتحقق العدالة فى الدرجات بين الشطار والخايبين، وساعدنا فى التصحيح وتبييض النتيجة، وببعد كده اتفقنا نروح كل كام يوم نتقابل سوا ونثبت وجودنا رغم ان ماحدش طلب مننا ده، المهم كنا لحد كده ما قبضناش ولا مليم من مرتباتنا و بعدين جت المكافأة مع المرتب وكانوا مبلغ الف و700 أو أكتر ب100 جنيه مش فاكرة المهم أننا فرحنا بيهم ، وصحباتى كلهم خدوا الفلوس عشان يبدأوا يجهزوا نفسهم(يشتروا جهاز العرايس يعنى ويبدأوا يحوشوه لحد ما يجى العدل) لكن أنا خدت كل فلوسى واشتريت هدوم وشنط وأحذية (يغور القرش اللى ما ينزه صاحبه).
وقضينا  الإجازة كلها رايحين وجايين مع بعض على الطريق فى الفترة دى ما كانش حد مخطوب فينا غير رضوة، وقررنا نتقابل كل مرة فى بيت واحدة فينا، وبالفعل رحنا اتجمعنا مرة فى بيت روروا زوجة أخى العزيزة ومرة فى بيت هناء صاحبة شيرين، ومرة فى بيت نها، واستقر الأمر على تجمعنا فى بيتى أو بيت رضوة، أم رضوة ووالدها كانوا ناس لطاف جداً وكانت رضوة بنتهم الوحيدة، وكانوا بيستقبلونا أحسن استقبال، وفى كل مرة كنا بنتجمع فيها كنا بنقعد نضحك لما نموت من الضحك، كنا بنقعد نفتكر كل يوم فى السنة اللى عدت ومغامراتنا فيها وقضينا أوقات حلوة جداً، وعلى فكرة كان المقرر فى النكت اللى طلعناها على بعضنا أن هناء هتتجوز أخو روروا وأن روروا هتتجوز أخو رضوة، عارفين ليه كنا عاوزين نجوز روروا ورضوة عشان ولا مرة كانوا بيركبوا معانا إلا والعربية تتعطل أو تقف فى البلد اللى قبل البلد اللى بنشتغل فيها، المهم أننا بعد ما قبضنا مرتبنا أول مرة انتظمنا فى قبض المرتب، والحقيقة كان احساس حلو ان الواحد يكون عنده مرتب يجيب بيه حاجات حتى لو بسيطة، لكن احساس الاستقلالية والاعتماد على الذات بيكون أكتر من رائع.

الأربعاء، 20 فبراير 2013

القيادة فن مش فرش ملايات



عارفة أنى ما كتبتش فى مدونتى دى من زمان مع أن اللى عندى كتير أوى، لكن مع الزخم فى الأحداث والهبل اللى داير على الساحة اليومين دول، لقيت أن عندى اللى اكتبه فى المدونة دى ويتناسب مع الأحداث اليومين دول ، وافتكرت أول قيادة شفتها فى شغلى، وعارفة أن اللى قرأ مدونتى من الأول هيستغرب للشخص اللى أحكى عنه النهاردة أنه قيادة متميزة، فاكرين الاستاذ ابراهيم/وكيل المدرسة اللى كان رايح جاى يزغر لى وشايف أنى عبء على المدرسة، وإنى مهنة مالها شأى 30 لازمة فى المدرسة، الراجل ده أنا باعتبره نموذج قيادى هايل.
قبل ما تندهشوا الراجل ده فى الأول كان شايفنى مهنة مساعدة، مهنة إضافية لكن المدرسين اللى هيعلموا المواد دول اساسيين، وكان شايف أنى من بنات البندر اللى جايين الشغل سد خانة يستعرضوا فيها لبسهم اللى منافى لتقاليد الريف، لكن لما عدى كام شهر، وشاف منى مواقف مختلفة حاسة أنى بنت جدعة وأنى باعرف اتصرف أحسن من ميت راجل وخاصة فى كارثة اسكندرية، ومش كده وبس سمعة المدرسة بقت مسمعة وخاصة بعد الرحلات والحفلات والمساعدات الاقتصادية وإعفاء الأيتام وشوية المسابقات اللى اشتركنا فيهم، ولأنها بلد صغيرة وأى كلمة بتسمع من أولها لأخرها ، دا غير أنه شاف أنى فاهمة شغلى وبأحارب عشان أنفذ اللى أنا عاوزاه ومتحمسة لخدمة البنات وإضافة لمسة جديدة تسعدهم وتساعدهم، وجديتى وانهماكى طول اليوم رغم أن دفتر الحضور والانصراف كان مرمى على مكتب واى حد فى اى وقت بيدخل بيمضى، لكن مع ذلك ماحدش كان يجرؤ يدخل بعد حصته ولا حد كان يجرؤ يخرج وعنده حصص ولا حد كان يجرؤ لما ينطلب فى حصة احتياطى يرفض.
ليه مش عشان الاستاذ ابراهيم كان راجل مؤذى ولا سليط اللسان على العكس تماما دا راجل كان كلامه قليل ، لكن لأنه كان بيراعى ظروفنا كلنا حتى ظروفنا النفسية والأسرية، وكان بيتدخل فى كل كبيرة وصغيرة ويدى توجيهات وينهى المشكلة بأمر مباشر، وأحياناً لما يحس أن طرفين مش فاهمين بعض ياخد كل طرف على جنب ويتكلم معاه بالراحة ، كان راجل له هيبة واحترام كلمته ما بيتراجعش فيها، راجل قد المسئولية وبيعرف يتصرف فى كل المواقف ويحمى ضهر اللى معاه، يعرف يحشد القوى الشعبية عشان ينفذوا أى حاجة هو عاوزاها، كان بيراعى ظروف دراستى وبيراعى ظروف أننا كلنا بنركب مواصلات وبنيجى من بلد تانية، ولما السواقين بتوع العربيات الرومانى بدأوا يبتزونا ويسيبونا فى نص السكة عشان ندفع لهم أكتر بلغ عنهم وخلى أهالى البلد تمنعهم يجوا يحملوا من موقف البلد وقلب الدنيا على دماغهم، ولما اتعرضت لكذا موقف فى صراعات مع أطراف مختلفة فى المدرسة كان بيقعد يتكلم معايا زى أب حنون ويفهمنى أنى ياما هاشوف فى حياتى ومش لازم اكون صلبة فاتكسر ولا شديدة اللين فيتم استضعافى، الراجل ده أنا بأكن له كل احترام وماحدش اشتغل معاه من جوه بلده ولا من بره بلده إلا لما أتكلم عنه بالخير وحظى باحترامه، وكان كفاية يبص لنا بصة عتاب عشان نتكسف ونتحرج ونعدل التصرف الغلط، مش كده وبس علمنا نحب شغلنا وننتمى لمكاننا ونكون وحدة واحدة، وكلنا نحب بعض ونحترم بعض رغم اختلاف ارائنا ومعتقداتنا، أنا مش هانسى لما الموجهين اضطهدونى وواحدة من الموجهات المريضات نفسياً جت تساومه عشان يشطب عليا فى أيام سفرى لكليتى زعق لها وقالها مالكيش عندها حاجة ولا ليكى فى مدرستى اى حاجة، وياريته حكى لى عشان يأسرنى بجميله بالعكس صحباتى هما اللى حكوا لى ولما عرفت ورحت له قال لى ولا يهمك انا باقولك اخرجى من بيتك على كليتك وشوفى مصلحتك انا عارف انك شايفة شغلك كويس، وهما مالهمش عندك اى حاجة ولو حتى اشتكوا ولا بلغوا اللى هيجى ليه عندك ايه غير انه يشوف توقيعك وخط سير أو يشوف تشطيب واجازة عارضة، ومش هانسى لما الموجه رفض يدينى تقرير استرشادى امتياز لانى اول مرة، والاستاذ ابراهيم سمعته بوادنى وانا واقفة بره الأوضة بتاعة الادارة بيقوله لو أقدر اديها 100%هاديها دى تستاهل مموته نفسها فى الشغل وعملت حاجات اول مرة اشوف اخصائى بيعملها وقال للموجه انت ناسى لما كنت بتيجى تقعد تشمس وما بتعملش حاجة البنت دى طول النهار يا بتشتغل فى تل سجلات يا ببتكلم مع البنات يا بتساعدهم يا بتخطط لشغل جديد وما بتقولش لأ على أى شغل أكلفها بيه.
الراجل ده كان مجرد وكيل لكن ثقته فى نفسه وقدرته على الإدراة وامتلاكه لفن ومهارات تتيحه أن يعمل توازنات والمدرسة دى كانت زى دولة وهو حكومتها وكان بيعرف ازاى يستفيد من الدعم الشعبى وقت ماهو عاوز وكان بيعرف يحمى رعاياه، وكان صاحب السلطة وما سمحش لحد أبداً يتحكم فى مدرسته حتى لو كان موجه او حتى لجنة من الوزارة، وعلى فكرة المدام بتاعته كانت مدرسة فى المدرسة وما كانش ليها أى ميزة إطلاقاً بالعكس كنا حاسين ان كلنا نقدر نتدلع على الاستاذ ابراهيم ونطلب حاجات ونتاخر ونروح ونجى اما هى فلا ، هو ده النموذج اللى باقدمه لحكامنا الفشلة ياريت نلاقى واحد زى الاستاذ ابراهيم يحكم مصر.