السبت، 24 نوفمبر 2012

الرجوع

صاحية النهاردة وأنا شايلة الهم، ما أنا هأرجع تانى للعربيات الرومانى وقرف القفف والمدرسة والأساتذة المكشرين، اللى بيبصوا لى على إنى من الزنادقة لأنى بألبس بناطيل وأمتى فى شهر رمضان المبارك، المهم رحت المدرسة سألونى على جواب الإخلاء، طبعا ما كنتش أعرف أن الورقة اللى بيدوهالنا دى ليها أى أهمية، كنت لسه جديدة بقى،المهم قلت لهم أنها فى البيت والحقيقة انى ما كنتش فاكرة هى فين، قعدوا يضحكوا ونبهوا عليا أجيبها بكرة ضرورى والإ كل الأيام اللى فاتت هتبقى بالخصم وممكن كمان أتحول للتحقيق، لأن الورقة دى طلعت الأثبات الوحيد اللى هيثبت إنى رحت التدريب فعلاً،المهم كنت لسه فى مرحلة القرف ومتضايقة بصراحة انى رجعت، أى نعم التدريب ما كانش فسحة بس بالنسبة لى وقتها كان أحسن من مرواح المدرسة دى، وخاصة أننا لسه فى فصل الشتا، والدنيا لسه موحلة، وطبعا رضوة ومروة قابلونى بالترحيب وكمان نورا ونورا دى بنوتة لطيفة أوى من بلد بين بلدنا أنا ورضوة ومروة وبين البلد اللى بنشتغل فيها، وهى بنوتة هادية وخجولة، وشكلها عاوزة أصحاب وحاسة لسه بالغربة زيى وخاصة أن رضوة ومروة كانوا أصحاب أنتيم،بس أنا اللى كان عندى مشكلة عدم التؤوام مع الوضع على بعضه.
سلمت عليهم وحكيت لهم إيه اللى حصل فى فترة التدريب،وبدأت أول اصطداماتى جوه المدرسة، لأنى بدأت أنفذ اللى أدربنا عليه وأول حاجة قالولنا عليها نرجع نخاطب السكرتير يدينا مبلغ نجيب بيه أوراق وسجلات ، وسألت عن السكرتير ده وقعدوا يضحكوا لأن ماحدش كان بيشوفه كتير، ولما جه لقيته راجل مبهدل وشكله زى ما يكون بيشرب أو مسطول، ولما جيت أكلمه عن السلفة بكل أدب وزوق، زعق وشوح لى بإيده أنا ما عنديش فلوس وبعدين أديكى مبلغ زى ده ليه هو أنا اعرفك، طبعا خدتها على كرامتى، ورحت الأوضة التانية وفضلت أعيط، وجم البنات وخدونى معاهم فوق، وفضلوا يهدوا فيا، لحد ما جت بنت وقالت لى (كلمى يا أبلة) ونزلت لقيت الموجه بتاعى ووقتها حكيت له وأنا بأكتم عياطى ونادى على السكرتير وقعد يزعق له، والراجل بص لى بكل كراهية وحقد وكأنه بيتوعدنى، وأدانى الفلوس وهو صاغر، وقعد الموجه يهدينى وانا كنت حسيت أن كرامتى أترديت لى شوية بعد القصة دى، وقعدت مع الموجه يدينى توجيهات للشغل.
  وبعد ماخرج استدعانى وكيل المدرسة فاكرينة الراجل أبو لحية اللى مكشر علطول وسألنى انت كنت عاوزة تاخدى الفلوس ليه يا أبلة؟، قلت له عاوزة اشترى سجلات لشغلى من ميزانيتى، قال بس كده احنا عندنا سجلات كنت قولى وبعدين ميزانيتى فاضية أحنا بناخدها نصرفها على نقل الكتب وطلبات المدرسة اللى مالهاش بند، فعشان كده هنديكى السجلات من عندنا ونوفر الفلوس ونادى على موظف إدارى كان من الناس النشيطة جدا بصراحة قاله هات كشاكيل من عندك للأبلة وأتفاجأت فاكرين الكراسات اللى كنا بنستلمها زمان ومكتوب عليها الارشادات، مش كده وبس قالى خدى الكشاكيل وادفعى تمنها من الفلوس اللى معاكى،قلت له لا شكراً انا محتاجة الفلوس اجيب بيها حاجات مختلفة.
وخلص اليوم وروحت مع البنات زمايلى وكنت طول الطريق نفسى مكسورة صعبان عليا الحال اللى وصلت ليها وبداية القصيدة كانت كفر.
وبدل ما أروح على البيت رحت المكتبة جبت حاجات كتير أوى أكتر من الفلوس اللى كنت واخداها عشان بدأ جوايا حالة من التحدى تتوجد أو يمكن كنت عاوزة أفش غلى فى الشغل عشان أشغل نفسى عن الناس دول،وبعدين روحت البيت فطرت ونمت لحد تانى يوم.

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

أسبوع التدريب

استعديت النهاردة لأسبوع التدريب، كان عشان كل الأخصائيين الاجتماعين الجداد اللى لسه متعينين، ورحت لحد الموقف كانوا عاملين التدريب فى بلد بعيدة لازم نركب لها كا مواصلة طبعاً لأنها قريبة من المدربين أما المتدربين يولعوا، عموما دخلت متأخرة كان التدريب بدأ ، وقعدت وسمعت كل الكلام اللى بيتقال وبدأت أكتب وراهم عشان أعرف هأهبب إيه لما أرجع، شفت بنات كانوا فى ثانوى، كانوا فرحانين أوى أنهم اتعينوا، أنا بقى كانت مشاعرى باردة وعقلى رافض كل اللى باسمعه، وفضلت طول مدة التدريب جسمى هو اللى موجود وعقلى فى حتة تانية.


وافتكرت أول المشوار لما قريت قصة الإمضاء سلوى و اتمنيت أنى أكون باحثة عالمية، واسافر باريس وأكمل دراستى وأشتغل في المركز البحثى العالمى بنيويورك، وافتكرت أد أيه كنت شاطرة في المواد العلمية من صغرى وخلاف بابا وماما كان حوالين دخولى كلية طب بشرى ولا صيدلية، ماكنش الخلاف حوالين هاجيب مجموع الطب أصلا ولا لأ أما أنا فكانت دماغى في حتة تانية خالص، في كلية آداب قسم اجتماع، ودا يمكن السر الوحيد اللى خبيته على بابا وماما ، لحد ما جه وقت المواجهة الحاسمة ، اختيارى للقسم الأدبى ولا العلمى، وطبعا مواجهة بابا ما كانتش سهلة والأصعب مواجهة مدرسينى اللى كانوا عارفين أنى متفوقة في المواد العلمية، ومش شاطرة أوى في المواد الأدبية.

وخلصت الثانوية وطلعت من أصحاب المرحلة الأولى وجت المواجهة التانية الصعبة ، مجموعى يدخلنى كلية التربية ولا كلية الآداب، واضربت عن الطعام عشان بابا يقتنع، الأصعب بقى على بابا وماما كان أنى أدخل أداب في القاهرة مش في المنصورة وخاصة أن المنصورة على بعد ساعة وفيها الكلية اللى أنا عاوزاها يبقى ليه عاوزة أروح القاهرة الواسعة المليانة  بلاوى صعبة على بنت من الأقاليم وشحططة لأهلها، والأنيل بقى لما قررت أقولهم على التخصص بتاع علم الاجتماع ، المهم رغم كل الصعوبات دى إلا إنى اجتزتها وبعدين جت الغربة والمدينة الجامعية وسنين الدراسة والتخصص اللى اكتشفت أنه مالوش أى 30 لازمة، ومع ذلك فضل عندى الأمل أنى لما أكمل الدراسات العليا يمكن أعرف أحقق اللى في دماغى، وفى السنة اللى سجلت فيها للماجستير، اتعين ويجى تعيينى في بلد أرياف بعيدة والموجهين يوهموا بابا أن ده لمصلحتى عشان أقدر أكمل دراستى وأنا بعيدة عن المتابعين وقرفهم، واكتشف أنها خدعة.

أزاى اكتشفت لما حكيت مع بنات زمايلى وعرفت أنهم عرفوا يوصلوا للموجهين ويتكلموا معاهم عشان يجى لهم التعيين جوه المدينة مش في الأرياف ، وكمان أتاكدت أن الموجهين هما هيكونوا مصدر قرفى في المستقبل زى ما هتعرفوا بعدين، وحصل حاجة غريبة أوى في نهاية التدريب قالوا لنا أن فيه تدريب تانى في القاهرة لمدة أسبوع وعاوزين 15 متطوع ، طبعا معظم اللى حوالينى كانوا مدامات وخايفين يسيبوا ولادهم وأجوازهم ويسافروا، أنا بقى مجرد ما سمعت اسم القاهرة جريت سجلت اسمى وطبعا البنات اللى اتعرفت عليهم عملوا زيى، يظهروا كانوا عاوزين يخلعوا من الشغل، بس أكيد مش كانوا حاسين بأحساسى بالحنين للقاهرة البلد اللى اعتبرتها بداية مشوارى للعالمية، وعلى كلا أهو التدريب انتهى وخدنا اخلاءات الطرف وبكرة هنرجع لمدارسنا لحد ما يبعتوا لنا على ميعاد التدريب الجديد

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

اليوم التانى



برضة صحيت من النوم وأنا منهكة وتعبانة، بصيت على وشى فى المراية لقيت منظرى يخض، العياط طول اليوم وقلة النوم مع الصيام خلونى فى حالة مريعة، بس على الأقل عملت حسابى فى اللبس شوية يعنى عرفت طبيعة المكان اللى أنا رايحاه وطبيعة الناس اللى أنا هاشتغل معاهم وقررت أوفر جزمى الغالية لإشعار آخر، هو يعنى المرتب فيه كام 60 جنيه عشان اجيب بيهم جزم، وركبت العربيات الرومانى إياها وسط القفف طبعاً ، المهم وصلت بالسلامة، دخلت ومضيت، واكتشفت النهاردة حاجة جميلة خالص وهى أن المدرسة من غير سور، طبعا ده ما اكتشفتوش لأنى قمت من الكرسى اللى اعتبرت نفسى معتقلة فيه حتى يأتى الفرج بس لأنه حصل حدث غريب اضطرنى أقوم أتحرك.
سمعت ضحك بنات المدرسة من الدور الأرضى اللى كنت أنا قاعدة فية والضحك كان صوته عالى أوى خرجت شفت أغرب منظر معزة أيوة معزة من اللى بتمأمأ دى قاعدة تمر على فصول المدرسة وهى تختال تيهاً ودلال تقولش متابع وبيتابع الحصص، وطبعا لما استغربت هى دخلت منين لأنها لو دخلت من البوابة كنت شفتها ، أتارى المدرسة من غير سور خالص، والجيران بعد الطابور بيستغلوا الحوش يحطوا فيه القش وتنطلق الفراخ لتمرح والمعيز وخلافه.
المهم رجعت مكانى المفروض ان موقف يضحك بس من كتر ما كنت مهمومة يادوب ابتسمت ورجعت مكانى وبعد شوية جم بنتين مدرسات اقتصاد منزلى رحبوا بيا واحدة فيهم كانت مشرقة والتانية كانت متكلفة حبتين، المهم اكتشفت انهم من بلدى ومن دفعتى فى ثانوى فرقتنا الجامعات بس هما افتكرونى، أصل كنت من البنات اللى ليهم نشاط وشطار فى المدرسة والله تعارفهم بيا كان بمثابة تخفيف عنى قالوا لى بنقعد فى الدور اللى فوق ابقى تعالى اطلعى وما تقعديش هنا، واستئذنوا عشان عندهم حصص واتفقوا معايا نتقابل أخر اليوم عشان نروح سوا.
وفضلت متنحة للسجلات اللى قدامى لحد ما دخل عليا الأستاذ أبو لحية وقالى جايلك إشارة يا أبلة تروحى بكرة تدريب لمدة أسبوع، والحقيقة دى كانت بالنسبة لى أفضل الأخبار السيئة لأن دا معناه إنى هترحم من القفف والمواصلات والشغلانة دى لمدة أسبوع، ومضيت على الإشارة وأنا مبسوطة شوية ، وروحت مع زميلاتى الاتنين رضوة ومروة ، ورجعت البيت وأنا برضة مكتئبة بس حاسة أنى هأخد أجازة من الهم و مؤقتاً وفات اليوم ونمت عشان أصحى على يوم جديد

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

اليوم الأول



النهاردة 5/12/2000، والناس صايمة فى رمضان، ورغم أنه شهر فضيل إلا أنه حلت بى مصيبة وهى أنى اتعينت فى الحكومة، طبعا كل اللى هيقرا الكلمة دى هيشتمنى وهيقول حد طايل يا متخلفة، عندكم حق، ما حدش لا كان ولايزال طايل، لكن أهو أنا كانت أحلامى أنى أكون باحثة مش موظفة بعدين هأقولكم على القصة دى، دلوقتى هأوصف لكم إيه اللى حصل معاياى لما اتعينت.
صحيت من نوم ما نمتوش لأنى طول الليل بأعيط وبأندب حظى العثر أن آلاف كانوا يتمنوا الوظيفة دى بس إلا أنا لأ، تقوم الوظيفة تسيب الآلاف وتجينى، بابا بص لى لقى عيونى حمرا ومنفخة من العياط، أتغاظ منى وقعد يستفزنى بأسئلته مالك مالك مالك وهو بيسخر منى، وقالى تعالى أفطرى عندك يوم طويل، اتفزعت قلت له مش هتيجى معاياى ؟ قالى انت رايحة المدرسة تلميذة انت دلوقتى بقيتى موظفة محترمة هتروحى وبابا ماسكك من إيدك عشان إيه أقعدك فى أول تختة.
كنت خلاص مستوية على الآخر ومش عاوزة أنفجر وماسكة نفسى ومش عاوزة أبان ضعيفة واعتبرت الوظيفة دى تحدى، ولبست كنت لابسة بلوفر وبنطلون وشوز بكعب عالى عشان الطينة مطرح المطر اللى مغرق الشوارع، ورحت الإدارة التعليمية  أدونى الجواب وكأنهم بيسلمونى صك الملك والكل كان فرحان أوى ومستغربين وشى عامل كده ليه وجه توزيعى فى بلد أرياف بعيدة، وسألت على مواصلاتها لقيتها برضة بعيدة وهى عبارة عن عربيات رومانى ويمكن جت تسميتها لأنها من أيام الرومان ، ويمكن لأنها عاملة زى قبعة الطهاة فى روما المهم أنها عربيات من زمااااااااااااااااااان وبتاخد البشر والحيوانات فوق بعض جنب بعض مش مهم، وركبت وركبت جنبى ست من البلد اللى أنا رايحة لها وركب فوقينا احنا الاتنين قفص بط وفراخ.
كل ده عادى، ما كنش هيزود من مآساتى كتير ونزلت البلد اللى جت بعد نص ساعة وأنا قاعدة فى الوضع ده، واكتشفت أن المدرسة بعيدة عن الموقف اللى نزلت فيه يجى نص ساعة مشى ودى برضة مش مشكلة، المشكلة بقى فى بحور الطين اللى كان لازم أعبرها لحد ما أوصل للمدرسة المنشودة، وقدام بيت من البيوت بعد ما غرقت رجلى بالكعب أبو خمسة سم فى الطين ووصل الطين للبنطلون وشافتنى واحدة ست واقفة على باب بيتها وأنا محتارة أرجع أروح وإلا أكمل ويمكن بحر الطين يبتلعنى الحقيقة الست بذكائها الفطرى اتصرفت جابت قرص(جلة) ودا مصنوع من روث المواشى ومتنشف وحطته قدامى على الأرض وقالت لى (عدى يا أبلة ما تخافيش) وبقى البنطلون متوسخ طين ولا مؤاخذة روث مواشى.
وأخيراً وصلت المدرسة وعلى باب المدرسة لقيت حمار مربوط أه والله حمار مربوط فى البوابة ، وفكرت أسأل الحمار دى المدرسة ولا لأ لأنهم على ما يبدو نسيوا يحطوا يافطة على باب المدرسة وأكتفوا بالحمار كمسئول عن الاستعلامات، المهم جه راجل بجلابية ظريف لقانى هأضايق الحمار فك الحمار وقالى (أنت داخلة المدرسة يا أبلة خشى  من هنا)، دخلت من حيث أشار الرجل، ودخلت أول مكتب قابلنى، لقيت راجلين بلحية يشبهوا بعض ، وراجل رفيع بشنب، اتفرسوا فيا كده، وأكبرهم سناً الراجل أبو لحية بص لى من فوق لتحت بقرف وقالى (انتى الأخصائية الجديدة) فهزيت راسى بالإيجاب كنت خايفة اتكلم تسبقنى دموعى، قالى (المكتب اللى هناك ده بتاعك والسجلات اللى عليه دى تخصك وهنوديهولك هناك مع الاداريات عشان ما عندناش حريم يقعدوا مع رجالة فهمتى يا أبلة)، بصيت على المكتب لقيته مصدى شغلت نفسى عن نظراته بأنى أفتح السجلين اللى على المكتب وخنقنى التراب اللى عليهم واضح أنهم ما اتفتحوش من عشر سنين، وشاور لى أنى أروح الأوضة التانية ، عشان استلم العمل واقعد معاهم لحد ما يجى موعد الانصراف، وبالفعل نفذت وفضلت قاعدة ادام راجل بيخلص لى ورق ويمضينى عليه وست عمالة تفصصنى حتة حتة، وجمدت فى الكرسى بعد كده وحسيت أنى تعبانة أوى استجمعت شجاعتى ورحت للراجل المتجهم اللى قابلته وقعد يدينى أوامر وطلبت منه استئذن ، وسمح لى وسمعته بيقول للى جنبه (من أولها وباعتين لى أخصائية اجتماعية ليه مش يسدوا لى العجز الأول بتاع المواد أنا ناقص) ونبه عليا أجى بدرى بكرة.
سألت على الموقف لأنى كنت نسيت مكانه وركبت وفوقى القفف تانى ووصلت البيت وأنا منهارة تماما، ودخلت أوضتى وقفلت عليا وفضلت أعيط ولا رديت على حد ولا كلمت حد ولا فتحت لحد وبكرة أحكى لكم يومية جديدة.