الأحد، 26 سبتمبر 2021

زواج القاصرات

فاكرين مسلسل ومازال النيل يجرى لما كانت فردوس عبد الحميد بتشتغل طبيبة فى الريف وكانت بتعانى من زواج القاصرات، أنا كنت فاكرة ده فى المسلسلات لحد ما فى يوم كنت عاوز أكرم البنات الأوائل فى أمتحانات نص السنة عشان أحفز البنات التانيين على التفوق واشجع البنات دول فى الاستمرار فى تفوقهم، وقلبت الدنيا على البنت الأولى لقيت البنات بيقولوا لى سامعة يا أبلة الميكرفون بتاع الفرح اللى شغال بره ده دا فرحها رجعت لملف البنت لقيتها 15 سنة أزاى الكلام الفارغ ده البنت المتفوقة القاصر يجوزوها سألت هما أهلها فقرا أو العريس لقطةما يتفوتش أو إيه السبب لقيت أن أهلها عاديين يعنى فى التصنيف الاجتماعى للبلد اللى كنت فيها يعتبروا متوسطين والعريس كان واد أكبر منها بكام سنة وبيشتغل مع أبوه فى الأرض ، الموضوع أحبطنى جداً وسألت البنات هى كانت عاوزة تتجوز يا بنات لقيتها كان نفسها تكمل يعنى كمان مش بتحبه.

الحقيقة بدأت أركز فى الحدوتة دى لأن معظم البنات اللى كانوا عندى من أولى إعدادى لسنة ثالثة إعدادى كان معظمهم مخطوبين لدرجة واحدة من شلتنا بتضرب بنت فى حصتها فالبنت قالتلها كفاية والنبى يا أبلة يارب تتجوزى، ماهو طبعا كلنا كنا عوانس بالنسبة لهم كلنا كنا 22 و23 سنة يعنى خلاص القطر فات علينا، الغريبة أن بنات كتير كان حلمهم يكملوا التعليم لأن التعليم كان بالنسبة لهم هو الشباك اللى هيبصوا منه على حياة مختلفة هو الأمل أن يكون ليها مستقبل مختلف عن كل بنات بلدها تشوف حاجات مختلفة وتعيش فى أماكن مختلفة وتمر بتجارب مختلفة ووقتها فهمت للمرة المليون قيمة نعمة أهلى اللى أنعم بيها عليا اللى كانوا بيعملوا كل حاجة عشان أتفوق وأكمل.

الحقيقة فى المدرسة الجديدة أخترنا لنا مقر واحتليناه على أنه أوضة أقتصاد وحارب ا.إبراهيم  عشان نفضل صباحى عشان مدرسة بنات والمدرسة التانية كانت مدرسة بنين وطبعا زى العادة أنتصر فى المعركة بس اليوم كان بقى قصير لأننا كنا بنخرج الساعة 12 وكمان لجان الوزارة هرتنا زيارات ومتابعات وبرضة رغم نضافة وجمال المبانى لكن أضطرينا نستغل حتى الطرقات ونعمل قعدات فيها  لأن المدرسة التانية كانوا بيقفلوا مكاتبهم وغرف الأدارة ومع ذلك كنا عشان بنحب بعض مستحملين كل الأوضاع وكنت برضة بأحاول أعمل حفلات ورحلات رغم ضيق الوقت وبعد المكان لأننا تقريبا كنا بنمشى كيلو على رجلينا عشان نوصل للمدرسة الجديدة.

الحقيقة الفترة دى كنت بدأت أندمج مع مشاكل البنات وأسمع قصصهم الحقيقة أن الفقر والجهل أصعب أعداء البشر وفى وسط البنات دول على قد مالقيت طيبة وأحلام حلوة على قد مالقيت أحلامهم بتتحطم على صخرة العادات والتقاليد وأنا مش ضد أى عادة تكون صح لكن حرمان بنت من التعليم إو إجبارها على الجواز أو زواجها وهى قاصر لا ومتفوقة دى كانت حاجات بتخلينا أحب الكلام مع البنات  عشان أقنعهم أنهم يتناقشوا مع أهاليهم ويقنعوهم وبعضهم طبعا نجح بس للأسف الغالبية كملوا زى ماهما لكن طبعا الوقتى الوضع اختلف خالص الجيال الجديدة كلها متعلمة والبنات خلاص بقوا مدرسات  وطبيبات ومهندسات.

فى التوقيت  ده بدأت أرجع أهتم برسالة الماجستير والناس هناك ساعدونى لأن كان ليهم قرايب ومعارف فى جزيرة ابن سلام وده سهل لى أمور كتير لأنهم خلوا أهالى الجزيرة يثقوا فيا وسهلوا لى أختراق المجتمع المغلق بتاع الجزر والناس كمان فى الجزيرة بدأوا يساعدونى إكراما لقرايبهم وكل حاجة كانت ماشية زى الفل لكن تكمل على كده أبدا أزاى لازم تحصل نقلة تقلب حياتى هاحكى لكم عنها فى الحلقة الجاية.

الأربعاء، 22 يونيو 2016

الدكتوراه مالهاش لازمة



وزى ما حكيت قبل كده اتنقلت مع كل أعضاء هيئة المدرسة بعيالنا وورقنا لمدرسة الاعدادية بنين، وكانت الأمور هايلة جدا والجميع مستقر وأنا كنت رسخت أقدامى فى المدرسة، وارتبطت جدا بمجموعة زميلاتى ، وكنت أتأقلمت مع شغلى وكانوا الناس اللى هناك بصراحة ناس زى السكر وكان عندنا زملاء وزميلات من النسايمة زى العسل لحد النهاردة بعد 18 سنة شغل ولف فى المحافظات والمدارس لسه باتواصل معاهم ويتواصلوا معايا، المهم حبيت اعمل حفلة لتكريم الاوائل وكانت حفلة ناجحة والاستاذ ابراهيم كان مبسوط وسمعتى جدا فى البلد وبعدها رحلة وبعدين بقيت مشهورة فى البلد كل ما امشى الستات والعيال يقولى هى دى الابلة وسام ازيك يا ابلة اتفضلى يا ابلة ويفتحوا معايا حوارات، واحنا كنا شلة مميزة بلبسنا وضحكنا غير اننا كنا مدرسات المدرسة الوحيدة الاعدادية بنات فى البلد، ونجاح مدرستنا والشوية الشغل اللى انا عملتهم كانوا بدأوا يثيروا حفيظة المدرسة الاعدادى بنين لكن ماعرفوش يقلدونا والحوارات دى كلها كانت بتتحكى على القهوة كل ليلة على فكرة شغلى هيتحكى على قهاوى كتير طول الرحلة فى محافظات كتير بعد كده، لحد ما جه يوم ولقيت رجل لابس جلابية نضيفة كده وشكله من اعيان البلد، وجاى يسال عليا لقيت كذا حد جاى ينده عليا اتاريه شيخ البلد وعنده بنت عندنا عندها مشكلة فى التركيز والمذاكرة وشوية حاجات كده اتكلمت مع راجل وخدت بيانات اساسية منه وبعد ما مشى فتحت لها ملف حالة واستدعيت البنت ويبدو ان جلساتى معاها واهتمامى بيها جابوا نتيجة مرجوة ، وكل ما امشى مروحة ويبقى شيخ البلد قاعد على القهوة يقوم احتراما ليا وبعلو حسه اتفضلى يا ابلة تعالى نغديكى طيب شرفينا واشربى حاجة تامرينا بحاجة يا ابلة، طبعا كنت بابقى فى غاية الحرج، وصاحباتى بتوع المدرسة قالوا لى فضحتينا طول عمرنا بنمشى عمر ماحد عمل لنا الغاغة دى شوف لك حل فى القصة دى بس رغم حرج الموقف كنا بناخده بهزار ونكمل ضحك.
واتغير الموجه بتاعى وجت موجهة مكانه كانت زوجة استاذى الفاضل/ ابراهيم مدرس الرياضيات اللى درس لى فى المرحلة الاعدادى تحية احترام وتقدير ليه والله يديه الصحة لو عايش ويرحمه لو مات كان يول عنى وعن شلتى من البنات المتفوقة انه بيتحدى بينا مصر بحالها مش البلد واننا احسن بنات فى جمهورية مصر العربية، واننا لو ما قفلناش الدرجات النهائية يروح يبيع فجل ههههههه كان دايما يقول كده كان عبقرى رياضيات وخلى اعشق الرياضيات بسبب طريقة شرحه الهايلة خلاها بالنسبة لى لعبة باسلى عقلى بيها مش مادة باذاكر رحم الله من علمونى جميعا، المهم امراته ما كنتش زيه كانت متزمتة ولسبب ما كانت واخدة موقف منى كل مرة تيجى تتلك كلى على اى حاجة فى الشغل ، دا وصل بيها الحال تهدد مدير المدرسة انه لو سمح لى اسافر كليتى فى مواعيد العمل هتكتب مذكرة وراح تشيع عنى فى التوجيه ان المدرسة ومديرها بيسيبونى اقعد فى بيتى خمس أيام فى الأسبوع، والأهم لما حاولت اتفاهم معاها بود واقولها اذا ماكانش كل الشغل اللى شايفاه والبنات اللى سالتهم من الطالبات اثبتوا لها انى شايفة شغلى كويس فشهادة مديرى وزملائى ليا تؤكد ماهو مش معقول هيوافقوا على قعادى فى بيتى خمس ايام كل اسبوع وهما كل يوم يجيوا من الساعة سبعة وهى تغير مواعيد زيارتها براحتها وهتلاقينى وسالتنى عن اليوم اللى باسافر بيه فانا بحسن نية وبغباء افتكرت انها عاوزة تعرف اليوم عشان ما تجيش فيه وادامها خمس ايام تانية كنا بنروح كل الاسبوع ماعدا الجمعة وقتها، المهم قالت لى انتى بتعملى دكتوراه فى ايه وليه وختتمت الحوار الودى ده بانها قالت لى الدكتوراه مالهاش لازمة وموضوعك تافه ومش مفهوم والأحسن أركز فى شغلى ووقتها الصدمة لجمتنى ومارضتش ارد عليها لكن قلت لها لو اساتذة عين شمس شايفين ان موضوعى تافه ماكانوش وافقوا يشرفوا عليه، وبعدها اشتغلت لى فى الازق وبقت تعمل لكل الناس زيارة كل شهر وليا زيارة كل اسبوع وفى اليوم اللى انا باسافره لكليتى لكن الاستاذ ابراهيم وقفها عند حدها وكان بيعمل لى خطوط سير ويعاملها هو وكل اللى فى المدرسة بطريقة وحشة تكرهها تيجى المدرسة وصل بيه الحال يهددها انه هيشتكيها انها مضطهدانى ويطلب يجى لى لجنة تقيم شغلى ولما لقيت ان ا.ابراهيم وزمايلى فى ضهرى بدأت تخف قرفها عنى وبعدت عن اليوم اللى باسافر فيه، ياما نفسى اشوفها واعرفها ان الرسالة التافهة بتاعتى الجامعة العربية فى هولندا ترجمتها وحطتها فى مكتبة الرسايل بتاعتها وانى خدت الماجستير والدكتوراه بتوصية بالطبع والتداول بين جامعات العالم.أمثال دى من رؤساء العمل عقبة لابد من ازالتها امام الموظفين المجتهدين والمتميزين.