الصيف مر زى الحلم أنا مريت على السنة الأولى مرور الكرام رغم أن فيها تفاصيل كتيرة ، بس دى مش عشان التفاصيل دى مش مهمة لكن عشان هترتبط بأحداث مهمة بعدين فى شغلتى فأحب أذكرها وقتها، وكمان لما بيمر على حدث ما 13 يوم مش 13 سنة الواحد بيقع منه تفاصيل كتير، لكن السنة دى أنا بدأتها بروح مختلفة، كنا كشلة اتوطدنا علاقتنا بشكل كبير جداً وبقى وجودنا فى الشغل أو على التليفون مع بعض أو فى حالة تزاور شىء عادى، والشغل بالنسبة لنا بقى فسحة ومرح مادمنا مع بعض، والسنة دى لما بدأت كانت حاجات كتير جواياى اتغيرت ، يعنى كنت اتاقلمت مع العربيات الرومانى اياها والأفف، وزحمة الناس.
مش كده وبس كنت بدل ما بأشيل هم مرواحى للشغل، باحب اروح بدرى جداً عشان املى صدرى من الهواء البكر واغذى عيونى بمنظر الخضرة على جوانب الطريق، وما كنتش بأتضايق من المشوار اللى بأمشيه لحد المدرسة، كنت بأروح وأنا حاسة أنى منتشية، وبدأت أحضر الطابور رغم أن الاستاذ ابراهيم ما طلبش منى ده، بالعكس كان عارف صعوبة المواصلات فبقى يسمح لنا نتأخر ونجى براحتنا، لكن أنا كنت بدأت أنظم مسابقة ثقافية للبنات وكنت باقف فى وسط الحوش اللى من غير سور واللى الجيران حاطين فيه القش والفراخ ماشية تلقط الأكل والمعيز واقفين فى أخر الطابور، كل ده بدأت اتعود عليه ورغم ان البنات كانوا بيجوا المدرسة ببنطلون البيجامة والشبشب البلاستيك لكن فى النهاية انا كل حلمى أن المدرسة يبقى لها سور، ويظهر أن ربنا استجاب لى فبعد مخاطبات كتير أوى من الاستاذ ابراهيم استجابت الإدارة التعليمية وخاصة بعد ما جت لجنة وشافت السقف المنهار وطبعا دا كان حصل من سنة واللجنة قررت يظهر تستنى لما المدرسة تجيب آخرها، وطلع قرار بنقل مدرستنا لمدرسة البنين الإعدادية ودى كانت بعيدة يجى كيلو ونص عن المحطة وعشان القرارات فى بلدنا اللى بيطلعها عادة لازم يكون ما بيفهمش فطلع القرار بأننا نكون فترة مسائية، طبعا دا كان مستحيل فى منطقة المدرسة اللى هنروحها على شط الميناء لأن البلد دى كانت بتطل على بحيرة المنزلة، الاستاذ ابراهيم ما سكتش حشد الناس ضد القرار وخاصة اولياء الأمور ورغم انه وكيل مش مدير لكن امتنعت وضغط على المدير بعدم تنفيذ النقل إلا بعد تغيير الفترة المسائية لصباحية.
وبالفعل تحت الضغط وافقت الإدارة رغم اعتراض المدرسة اللى هتستضيفنا، لكن أهو حصل وبدأنا طبعا نحزم متاعنا عشان ننقل العفش للبيت الجديد فى وقت حرج اوى وكأن الصيف بطوله ما كانش كافى للادراة لاتخاذ القرار قبل ما الطلبة تيجى والدنيا تتدربك فوق دماغنا، كنت وقتها بأعمل حاجة اسمها انتخابات الاتحاد الطلابى، وصممت على أن المدرسين هما اللى ينفذوها، عاوزة اقولكم انى كنت عنيدة ومستقوية وبايعة القضية وناوية انفذ المهنة باستتقتال عجيب فى الاول صراحة كنت عاوزاهم يفصلونى، وبعد كده بدأت أحب مساعدتى للبنات وحبهم ليا والتفافهم حواليا، وكان قدامنا اسبوعين وننفذ النقل وصممت اخلص الانتخابات قبل النقل وبالفعل كان اول مرة المدرسين يتم اجبارهم على تنفيذ حصة ريادة بجد رغم انفهم، عاوزة اقولكم ان باهر كان مشى وعمرو كمان كان بيستعد للمشى وفضل معانا كيمو نونو، كان الحقيقة يوم عيد المدرسة مشيت بفضل تعاون الاستاذ ابراهيم ماهو لما بدأ يؤمن بأنى بتاعة شغل وبأحاول بكل طاقتى وبكل جدية اساعد البنات واحقق الهدف من شغلانتى اللى هى التربية الاجتماعية، الاحترام بتاعه ده بدأ يترجم فى أوامر صارمة لتنفيذ كل طلباتى اللى هى كانت قوانين ولوائح منظمة لشغلى، واختفى الجدل تماماً، واختفت المقاومة ، واختفى التهكم ، وحل محلهم الايقاع السريع والتعاون المثمر المحترم اللى انعكس على شغلى فظهرت بوادره وبدأت البلد تحكى كل يوم على قهوتها على مدرسة الاستاذ ابراهيم وطبعا ده كان بيبسطه، وخاصة انه حس اخيرا ان ليا لزمة، وان مدرسين المواد مش أحسن منى، لأن الضجة والشهرة اللى عملتها للمدرسة فى سنة ما عملهاش اى مدرس فى سنين.
عاوزة اقول كمان ان الموضوع ده كان مفرحنى، كل ما كنت بأشوف البنات متحمسين وفرحانين ومهتمين وبيحبونى واللى باعمله معاهم بيجيب نتيجة ايجابية ، كنت بابقى عاملة زى الطفلة اللى جالها لبس جديد فى العيد، وابتديت احس ان تطبيق العلم فى أرض الواقع مش صعب ولا مستحيل، القصة فى نوع العلم وحماسة اللى بيطبق، واتعمل عندنا مجلس آباء، مش هتصدقوا مين اللى راح جاب لى الناس من القهوة واتصل على الباقيين فى بيوتهم ،أيوة هو الاستاذ ابراهيم الراجل الصامت اللى كان بيملك العصا السحرية لتحريك كل الأحداث، الراجل اللى بجد نفسى يظهر لنا واحد زيه فى مصر يديرها زى ما كان بيدير المدرسة بدل الخيبة اللى احنا فيها.
عاوزة أقولكم أن رضوة كانت اتجوزت اخر السنة اللى فاتت وبقية الشلة فضلوا زى ماهما، وكمان على أول السنة تأكدت الرؤية انها حامل ولانها كانت حبيبتنا كلنا فكنا فرحانين بالبيبى كانه ابننا كلنا، وعاوزة اقولكم ان ضجتنا فى المواصلات كانت مالهاش حل، لدرجة ان مرة واحنا كالعادة ناسيين نفسنا وبنضحك بصوت عالى ونتكلم فى نفس واحد وكاننا فى عربية خاصة مش رومانى زعقت فينا ست فلاحة كبيرة زى العسل قالت لنا اسكتوا شوية ايه راديون، سكتنا لحظة زى التلامذة وانفجرنا فى كريزة ضحك والله ما على الست ولا لهجتها البسيطة بس عشان اول مرة كان حد يتضايق للدرجة دى مننا ويلفت نظرنا بالطريقة العسل دى وتصبحوا على خير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق