النهاردة 5/12/2000، والناس صايمة فى رمضان،
ورغم أنه شهر فضيل إلا أنه حلت بى مصيبة وهى أنى اتعينت فى الحكومة، طبعا كل اللى
هيقرا الكلمة دى هيشتمنى وهيقول حد طايل يا متخلفة، عندكم حق، ما حدش لا كان
ولايزال طايل، لكن أهو أنا كانت أحلامى أنى أكون باحثة مش موظفة بعدين هأقولكم على
القصة دى، دلوقتى هأوصف لكم إيه اللى حصل معاياى لما اتعينت.
صحيت من نوم ما نمتوش لأنى طول الليل بأعيط
وبأندب حظى العثر أن آلاف كانوا يتمنوا الوظيفة دى بس إلا أنا لأ، تقوم الوظيفة
تسيب الآلاف وتجينى، بابا بص لى لقى عيونى حمرا ومنفخة من العياط، أتغاظ منى وقعد
يستفزنى بأسئلته مالك مالك مالك وهو بيسخر منى، وقالى تعالى أفطرى عندك يوم طويل،
اتفزعت قلت له مش هتيجى معاياى ؟ قالى انت رايحة المدرسة تلميذة انت دلوقتى بقيتى
موظفة محترمة هتروحى وبابا ماسكك من إيدك عشان إيه أقعدك فى أول تختة.
كنت خلاص مستوية على الآخر ومش عاوزة أنفجر
وماسكة نفسى ومش عاوزة أبان ضعيفة واعتبرت الوظيفة دى تحدى، ولبست كنت لابسة بلوفر
وبنطلون وشوز بكعب عالى عشان الطينة مطرح المطر اللى مغرق الشوارع، ورحت الإدارة
التعليمية أدونى الجواب وكأنهم بيسلمونى
صك الملك والكل كان فرحان أوى ومستغربين وشى عامل كده ليه وجه توزيعى فى بلد أرياف
بعيدة، وسألت على مواصلاتها لقيتها برضة بعيدة وهى عبارة عن عربيات رومانى ويمكن
جت تسميتها لأنها من أيام الرومان ، ويمكن لأنها عاملة زى قبعة الطهاة فى روما
المهم أنها عربيات من زمااااااااااااااااااان وبتاخد البشر والحيوانات فوق بعض جنب
بعض مش مهم، وركبت وركبت جنبى ست من البلد اللى أنا رايحة لها وركب فوقينا احنا
الاتنين قفص بط وفراخ.
كل ده عادى، ما كنش هيزود من مآساتى كتير
ونزلت البلد اللى جت بعد نص ساعة وأنا قاعدة فى الوضع ده، واكتشفت أن المدرسة
بعيدة عن الموقف اللى نزلت فيه يجى نص ساعة مشى ودى برضة مش مشكلة، المشكلة بقى فى
بحور الطين اللى كان لازم أعبرها لحد ما أوصل للمدرسة المنشودة، وقدام بيت من
البيوت بعد ما غرقت رجلى بالكعب أبو خمسة سم فى الطين ووصل الطين للبنطلون وشافتنى
واحدة ست واقفة على باب بيتها وأنا محتارة أرجع أروح وإلا أكمل ويمكن بحر الطين
يبتلعنى الحقيقة الست بذكائها الفطرى اتصرفت جابت قرص(جلة) ودا مصنوع من روث
المواشى ومتنشف وحطته قدامى على الأرض وقالت لى (عدى يا أبلة ما تخافيش) وبقى
البنطلون متوسخ طين ولا مؤاخذة روث مواشى.
وأخيراً وصلت المدرسة وعلى باب المدرسة لقيت
حمار مربوط أه والله حمار مربوط فى البوابة ، وفكرت أسأل الحمار دى المدرسة ولا لأ
لأنهم على ما يبدو نسيوا يحطوا يافطة على باب المدرسة وأكتفوا بالحمار كمسئول عن
الاستعلامات، المهم جه راجل بجلابية ظريف لقانى هأضايق الحمار فك الحمار وقالى
(أنت داخلة المدرسة يا أبلة خشى من هنا)،
دخلت من حيث أشار الرجل، ودخلت أول مكتب قابلنى، لقيت راجلين بلحية يشبهوا بعض ،
وراجل رفيع بشنب، اتفرسوا فيا كده، وأكبرهم سناً الراجل أبو لحية بص لى من فوق
لتحت بقرف وقالى (انتى الأخصائية الجديدة) فهزيت راسى بالإيجاب كنت خايفة اتكلم
تسبقنى دموعى، قالى (المكتب اللى هناك ده بتاعك والسجلات اللى عليه دى تخصك
وهنوديهولك هناك مع الاداريات عشان ما عندناش حريم يقعدوا مع رجالة فهمتى يا أبلة)،
بصيت على المكتب لقيته مصدى شغلت نفسى عن نظراته بأنى أفتح السجلين اللى على
المكتب وخنقنى التراب اللى عليهم واضح أنهم ما اتفتحوش من عشر سنين، وشاور لى أنى
أروح الأوضة التانية ، عشان استلم العمل واقعد معاهم لحد ما يجى موعد الانصراف،
وبالفعل نفذت وفضلت قاعدة ادام راجل بيخلص لى ورق ويمضينى عليه وست عمالة تفصصنى
حتة حتة، وجمدت فى الكرسى بعد كده وحسيت أنى تعبانة أوى استجمعت شجاعتى ورحت
للراجل المتجهم اللى قابلته وقعد يدينى أوامر وطلبت منه استئذن ، وسمح لى وسمعته
بيقول للى جنبه (من أولها وباعتين لى أخصائية اجتماعية ليه مش يسدوا لى العجز
الأول بتاع المواد أنا ناقص) ونبه عليا أجى بدرى بكرة.
سألت على الموقف لأنى كنت نسيت مكانه وركبت
وفوقى القفف تانى ووصلت البيت وأنا منهارة تماما، ودخلت أوضتى وقفلت عليا وفضلت
أعيط ولا رديت على حد ولا كلمت حد ولا فتحت لحد وبكرة أحكى لكم يومية جديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق