الأحد، 16 ديسمبر 2012

أسطى وجدى



زى ما سبق وحكيت بدات البنات فى المدرسة تتلف حواليا وبدأت أركز  نشاطاتى فى الجماعات اللى هى وقتها كانت جماعات اسمها(الهلال الأحمر- الرحلات- الخدمة العامة) وكان صعب طبعاً بميزانية مدرسة ضعيفة أطبق البرامج الخاصة بالأنشطة دى، يعنى مثلاً كان صعب أجيب طبيب يعطى البنات محاضرات فى الاسعافات الأولية، أو أخدهم ونروح مستشفيات عامة نزور المرضى ومعانا هدايا، لكن برضة اتصرفت فى حدود ما سمحت لى الظروف أزاى خليت واحد من مدرسين العلوم يديهم محاضرات حول النظافة وصاحبتى بتاعة الأقتصاد اشتركت معاه فى محاضرة خاصة بالبنات للنظافة الشخصية كان ده مهم فى عمره وكمان كنت بأوجههم يتكلموا عن التغذية السليمة والصحة النفسية والتوعية بتجنب العدوى من الأمراض، وأنا كمان كنت بأقرأ حاجات وانقل لهم معلومات تناسب سنهم وبيئتهم وظروفهم، أما بالنسبة للخدمة العامة فده بجد كان التحدى الأول لأن قررت أعمل معسكر نظافة، طبعاً ما كانش عندى ادوات نظافة ولا فلوس ولا حد فى المدرسة عاوز يفتح لى المدرسة يوم أجازة، لكنى أصريت وبالفعل خليت البنات يجوا يوم أجازة ونضفوا الفصول وحجرات المدرسة زى حجرة الإدارة والإداريين والغرف اللى رضى الموظف اللى فتح لنا يسيبهالنا مفتوحة عشان ننضفها وما كنش فيها عهد، طبعا حابة أفكركم تانى أن المدرسة من غير سور، وان الحوش الجيران كانوا بيستغلوه فى أنهم يحطوا قش الأرز اللى بيولعوا بيه الأفران بتاعتهم، وأن الفراخ والماعز ولامؤخذاة الحمير والجاموس كانوا بيعتبروا حوش المدرسة دى ملعب الجولف الخاص بيهم يوم الأجازة، فكان على أنى أنظم جيش من البنات اللى جم يتفرجوا يعنى ايه معسكر، وجيش تانى من الحيوانات اللى اعتبرنا بنتتطفل على مساحته الخاصة يوم الإجازة.
ولما جت البنات جبت بسكويت وعصير وهدايا عشان أوزعها عليهم، المشكلة أننا وأحنا بننضف المية قطعت بعد ما بالفعل كانت المدرسة بقت مطينة بمعنى أن البنات اتحمسوا فبداوا يمسحوا الفصول ودا بصراحة كان الحل لأن كمية التراب كانت أصعب من أنها تتنضف، لأن المدرسة شكلها ما كانش اتنضف من بدرى وأنا جاريتهم وراحوا جابوا جرادل ومماسح من بيوتهم وخراطيم وبعد ما بدأوا الشغل بشوية صغيرة المية قطعت فاضطرينا نسيب المية اللى خرجت فى الطرقات وامتزجت بالتراب من غير تنضيف لأن ما كانش فيه مية، وأنا كمان كنت اتاخرت وما كنتش هأقدر أخر البنات أكتر من كده وخاصة أن بعض الأهالى جم وزعقوا لبناتهم لأنهم يظهر كانوا فاهمين ان المعسكر ده حصص هياخدوها البنات ولما لقيونى أنا والبنات قاعدين فى حفلة السمر اللى بتتعمل فى الآخر فى واحد من الفصول، اتضايقوا لأنهم افتكرونى لميت البنات عشان يخدموا فى المدرسة ويهرجوا ويغنوا.
ومع ذلك ادينى كنت نفذت على الأقل المطلوب، وكالمعتاد تانى يوم حصلت مشكلة بسبب الطين اللى فضل فى الطرقات دا على الأساس أن البلد كلها ما كانتش مطينة، بس كان لازم يظهر لى أنياب بقى وأواجه، وقفت ولأول مرة زعقت بكل قوتى فى شلة الأنس من المدرسين اللى كانوا شايفين أنى ايفة نفسى وماشية بدماغى، وفهمتهم أن المعسكر ماحققش أهدافه بسببهم وجودهم فى بيوتهم وأنى أقدر اشتكى إدارة المدرسة والمدرسين لأنهم تقاعسوا عن مساعدتى ودا نشاط الاشراف عليه تكليف مش تشريف، وأن من العار عليهم يسيبونى انا و60 بنت لوحدنا من غير ما حد يكون موجود يساعدنى فى الإشراف على البنات أو يساعدنى فى التنظيم للمعسكر وطبعا الغريب أن انفعالى وزعيقى اللى اختلط بدموعى اصابهم بالذهول ، أو يمكن رغم فكرتهم عن بنات المدينة ما كانوش فاكرين أن مع هدوئى والوجه البرىء الرقيق ده ممكن يكون مخبى وراه بركان بس صدقونى كان لازم أعمل كده والحقيقة أن رضوة وقفت معاياى وأيدتنى ودا شجعنى أنطلق أكتر وكانت فرصة أدافع ضد هجوم غير مبرر من ناس المفروض أنى ما دوستش ليهم على طرف.
وعلى كل انتهت القصة، وفجاة لقيت البنات فى الأسبوع التانى من الشهر ده جايين يسألونى عن اشتراك رحلة للقاهرة، اتفاجئت لأنى ما كنتش أعلنت عن أى رحلات ورحت سألت الاستاذ ابراهيم، فقال لى أخلينى فى شغلى واسيب الموضوع ده للأستاذ باهر ، والاستاذ عمرو، واستاذ كمال الثلاثى المرح، طبعا الدم غلى فى عروقى رحت مكتبى كتبت مذكرة محتواها أن ممنوع على إدارة المدرسة حسب نص الوائح والقوانين تنظيم أى رحلة مدرسية دون أن تقوم بتنظيمها الأخصائية الاجتماعية ودا حسب قانون الرحلات وذكرت نص القانون وأن مخالفة النص ده تعرض إدارة المدرسة والمدرسين للتحويل للتحقيق الجماعى، ويظهر أنى كنت اتغريت بقوتى والأرضية اللى خدتها زيادة عن اللزوم، لأن ده حفز الثلاثى المرح اللى كانوا بينظموا الرحلات دى من كذا سنة وكانوا بينظموها عشان يطلعوا هما ويغيروا جو من غير ورق ولا موافقات ولا اى هلك دماغ من اللى بأعمله ده، ومش كده وبس اتنين من الثلاثى المرح كانوا مازالوا أحرار غير متزوجين يعنى وشباب بقى شايفين نفسهم والبنات شايفينهم فاكهة وأنا ما كنتش أقدر أجاريهم فى الحتة دى ، البنات بيحبونى آه بس بيحبوا شبيه عمرو دياب أكتر، الغريب أنى ما كنتش بأطيق باهر ده أبداً، ما كانش فيه أى كيميا بينى وبينه، ولأول مرة ما أحس شأى دعم من الاستاذ ابراهيم زى ما يكون استهجن حدوتة المذكرة دى واعتبرها تهديد.
وعملنا اجتماع وعرض المذكرة عليهم وطبعا فهمونى أن دى منطقتهم وأنهم بيساعدونى وأنى مش هأجى واغير نظام المدرسة، لكنى وقتها رديت رد غريب على باهر(قلت له دا كان زمان دلوقتى دا زمن وسام السرى) تقولوش زمن حاتم زهران يعنى طبعا هو ضحك بسخرية، وقالى أوكى أعلنى عن رحلتى ولو البنات جم وسحبوا الاشتراكات من عندى يبقى انتى اللى تنظمى الرحلات من هنا ورايح، واعتبرته تحدى وبدأت أجهز الأوراق واعملى دعاية والبنات زميلاتى الحقيقة عملوا جهدهم عشان يحفزوا البنات يجوا معايا، وأنا بدات أغرى الطالبات اللى كنت استقطبتهم بالحاجات والميزات اللى هتكون موجودة فى رحلتى وهتخليها مميزة أكتر من رحلة الاستاذ باهر، وما يمنعش أن جواسيسى من الطالبات كانوا ادونى كذا معلومة خبيثة عن رحلات باهر وأن البنات ما بيتبسطوش وأنهم بيقعدوا يتفسحوا ويلعبوا ويشخطوا فى البنات لو عملوا أى حاجة، وبالفعل بدأ بنات تيجى وأنا وقتها كنت بأخد الشغل معاياى البيت عشان أخلص أكوام الشغل اللى عندى وكنت خايفة أحجز أو أعمل أى خطوة لحسن البنات ما تشتركش، لدرجة أننا كنت بأكلم الأمهات لما يقابلونى فى الشارع ويسألونى عن الرحلة بس كان صعب وهما ما يعرفونيش يستأموننى على بناتهم أما باهر وزمايلهم معروفين فى البلد من زمان ورجالة يعنى الوثوق فيهم أحسن.
لكن المعادلة وصلت فيفتى فيفتى يعنى 15 إلى 15 بمعنى 15 بنت معاهم و15 معاياى، لحد ما قدرت طالبة عندى تقنع 3 من زميلاتها يسحبوا الاشتراك من مع باهر وبالفعل راحوا يسحبوا الاشتراك هو ما وافقش، لكن انا حبيت اسخن المسائل ما الحرب خدعة خليت البنات ينشروا أن الرحلة بعد يومين وأن باب الحجز هيتقفل خلاص ودا بقى وزن المعادلة ولما ما بقا شمعاه إلا 10 طالبات لقيته من نفسه باعت لى اشتراكاتهم مع أ/ عمرو،واتفقت مع شركة سياحة وجبت كل الموافقات الرسمية، وبدأ الاستاذ ابراهيم يحس بالجهد اللى بأبذله وقتها ما حسسنيش بس بعد كده عرفت أن الراجل ده كان بدا يقدرنى ويحترمنى ويتبسط من وجودى على عكس ما كنت فاهمة، المهم فضل الاشراف واشترط عليا الاستاذ ابراهيم الثلاثى المرح لسببين الاول أن الثقة برضة فيا كبنت هتقدر تقوم برحلة من غير مساعدة خبراء زى الثلاثى كانت ضعيفة وده السبب الخفى والأقوى طبعا والسبب التانى أنه ما يزعلهمش لكن باهر كان زى حالاتى مش متقبل فكرة وجودنا فى نفس المكان فمابالك لو أنه هيبقى تحت قيادتى، وطبعا السكرتير عمل لى ميت مشكلة عشان الايداع والسحب والدعم للرحلة من ميزانية المدرسة وخاصة أنهم اشترطوا عليا أنى اجيب للطالبات وجبة كاملة من المطعم ومش كده بس والحاج عبده المدير البركة حب يطلع يتفسح هو كمان والأوحش أن ولا واحدة من صحباتى وزمايلى وافقت تطلع معاياى، لكن الحمد لله القدر خدمنى فوق الوصف، الشركة مش بس بعت تلى باص محترم لأ، اكتشفت أن اللى هيسوق الباص ابن عم بابا الأسطى/ وجدى ودا بقى هيكون له معايا حواديت وهينقذنى من حاجات كتير، والحقيقة أنا كانت معرفتى بيه فى حدود العيلة طفيفة، بس رفض ياخد عربون منى، ورفض ياخد حاجة اسمها دخان ونزل لى كمان من الفلوس بتاعة الشركة ، ودا وزن لى الميزانية بشكل كبير اوى، مش كده وبس كان استاذ فى الرحلات وفى الطرق، وبيقدر يتصرف فى أى موقف بأمانة بعد تجاربى معاه لو معايا وجدى و100 طالب هاعمل رحلة ممتازة ومش محتاجة مشرفيين تانى، السكرتير والمدير كانوا بركة وجه معانا عمرو وكمال واكتفيت بدول عشان الكراسى واشترطت أن الفلوس تكون معايا عشان السكرتير السطل ده ما يضيعنيش، واستاذ ابراهيم وافق، والحقيقة ارجع واقول ان وجدى برضة نفعنى ما كنا بنركن كان بيعرف يزوغ من حاجة اسمها باركنج فلوس بتندفع قصاد ركن الباص فى مكان سياحى، وكان بينزل ويقطع معايا ويدخلى يجى 10 بنات ببلاش رغم انهم 33 يعنى مش عدد كبير ولا حاجة دا بجد وفر لى، ومش كده بس ناهيك عن أنه كان بيشتغل مشرف أحسن من المشرفين كان بيحدد لى جوه كل مكان التوقيت بالظبط اللى الف فيه المكان وافرج الطالبات واكون قدام البوابة، ناهيك عن براعته فى مرور القاهرة اللى فعلا محتاج حد محترف، وكان يوم رائع وعدى بسلام ورجعت البنات لحد بيوتهم ووصلنى الاسطى وجدى بعد كده لحد البيت ورحت فى سبات عميق لأن النوم كان واحشنى بشكل م أنا ما كنتش بأنام لأيام تصبحوا على خير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق